البيان/محمد بن جبارة
كنا أشرنا منذ بضعة أيام الى القرار الذي اتخذه رئيس الجامعة التونسية للملاكمة زياد بربوش باقالة مدرب المنتخب الوطني سامي الخليفي أياما قليلة بعد مشاركة المنتخب في بطولة افريقيا وحصول ملاكمينا الثلاثة الذين شاركوا على ثلاث ميداليات (فضية وبرنزيتان).
وذكرنا أن الغريب في الاقالة أنها أتت بضعة أيام فقط من تدوينة للجامعة التونسية للملاكمة نفسها تشيد بما حققه رياضيونا وتهنئ الإطار الفني على ما أنجزه.
وهذا التناقض في مواقف جامعة الملاكمة جعلنا نتساءل عن أسبابه ودوافعه وخلفياته.
ولئن لم نظفر بأي إجابة من الجامعة المذكورة فإن لقاءنا بالمدرب سامي الهليفي أزال اللبس وبيّن لنا الحقيقة.
فبعد تهنئة المدرب الخليفي بما حققه مع المنتخب سألناه إن كانت النتائج فعلا إيجابية باعتبار أن فضية وبرونزيتين تلوح حصيلة متوسطة في أفضل الحالات مبدئيا، فذكر أن النتيجة التي حققها رياضيونا تعتبر ممتازة جدا لعدة اعتبارات منها أن هذه المشاركة هي الأولى للمنتخب في بطولة إفريقيا بعد فترة ركود طويلة وأنه سهر شخصيا على إعادة الروح للمنتخب واشرف على تكوين الملاكمين بما مكنهم من تحقيق الميداليات الثلاث.
وعن سبب إقالته قال سامي الخليفي أنه تفاجأ بها، ففي الوقت الذي كان يعتقد فيه أنه سيجد التشجيع والدعم للنتائج التي حققها مع المنتخب تمت إقالته بقرار من رئيس الجامعة الذي لم يكن موجودا في تونس بل هو في سفر في الخارج.
وسبب الاقالة حسب الخليفي يعود إلى تصريح له ذكر فيه أنه هناك عدة نقائص وجب تداركها حتى يتحسن الأداء العام لمستوى الملاكمة في تونس وبالتالي ينعكس ذلك على المستوى الفني لملاكمي النخبة.
وأضاف سامي الخليفي أن وزير الشباب والرياضة كمال دقيش على اطلاع بملفه وبطريقة إقالته من منصبه.
ودون شك فإن ما صرح به الخليفي ينبع من غيرته على رياضة الملاكمة وحرصه على عودتها إلى سالف ألقها ومجدها. ونعتقد أن رئيس الجامعة التونسية للملاكمة زياد بربوش قد تسرّع في اتخاذ قرار خطير دون الاستماع المباشر للخليفي الذي لم يشأ، مثلما يفعل غيره، الحديث في الزوايا والأماكن المظلمة أو تكليف غيره بالمهمة بل تحمّل مسؤوليته بحكم منصبه ومكانته كمدرب للمنتخب ووضع إصبعه على بعض المواطن التي قد تكون مؤلمة لكنها الحقيقة التي ما كان يجب أن يضيق بها صدر رئيس الجامعة أو صدر من أبلغه بما قاله سامي الخليفي، بحكم تواجده خارج تونس، نكالة في الرجل وربما شماتة فيما حققه في بطولة إفريقيا الأخيرة.
كما نعتقد أن وزير الشباب والرياضة كمال دقيش بما له من خبرة في التسيير الرياضي وفي المسؤولية السياسية كوزير وبرحابة صدره التي نعهدها عنه سيرضى بمثل هذه المظلمة التي تعرض لها المدرب الوطني سامي الخليفي وسعي البعض إلى إخراجه بطريقة مهينة من جامعة الملاكمة رغم ما بذله من مجهودات لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد.