بنزرت، من الحبيب العربي

في الموسم الحالي، ومنذ بداية التحضيرات في منتصف جويلية من السنة الماضية، واكبنا كل المراحل التي مر بها فريق “الصامب” وقد كنا سعداء جدا بارتقاء “المنازلية” للمحترفة الثانية بعد أن أمضى اربعة مواسم بين المستويين الأول والثاني من رابطة الهواة..

وسعادتنا تعود لاعتبارين اثنين، اولهما أن المحترفة الثانية هي أقل ما يمكن أن تكون ضمن فرقة جمعية الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة..

والإعتبار الثاني يتمثل في يقيننا أن جمعية إفريقي منزل بورقيبة هي من الناحية التاريخية ثاني اكبر جمعية رياضية في ولاية بنزرت وبإمكانها أن تكون الرافد الأكبر للنادي البنزرتي في الجهة..

ثم إن الملعب الإفريقي سبق له ان لعب في موسمين في المستوى الممتاز، القسم القومي آنذاك، في موسمي 73-74 و77-78 من القرن الماضي، وحلم كل المنازلية أن يروا فريقهم يعود للدوري الممتاز في بلادنا، المحترفة الاولى..

تحضيرات وعقبات كأداء..

في أعقاب الموسم الماضي، حقق فريق الصامب الصعود من المستوى الأول برابطة الهواة إلى المحترفة الثانية بقيادة الممرن أمير الطريفي..

ثم عند انطلاق التحضيرات تم الإختيار على ابن الجهة والجمعية وابن النادي البنزرتي شكري البجاوي ليقود سفينة فريق عاصمة الفولاذ بسقف عال من الطموحات..

شكري البجاوي اصطحب معه النادي البنزرتي الممرن حاتم القطوفي كمساعد أول له وقد انطلقا برفقة باقي الطاقم الفني في التحضير للموسم الجديد يوم 15 جويلية من السنة الماضية..

الهيئة المديرة آنذاك كانت تسييرية مؤقتة…  وكانت ظروفها المادية قاسية جدا، الشيء الذي جعلها عاجزة عن تلبية كل طلبات شكري البجاوي والطاقم المرافق له، فلا تربصات خارج “المنزل” ولا انتدابات في إبانها تضم لاعبين مهرة لتعزيز الفريق ولا اي شيء يساعد على التحضير المريح..

وبسبب هذا، تشنجت الأجواء بين شكري البجاوي والهيئة التسييرية فخيّر الإنسحاب بعد قضاء شهرين في التحضير تاركا مهمة الإشراف على حظوظ الجمعية لنائبه الأول حاتم القطوفي…

هذا الأخير، برغم كل السلبيات التي سبقت تعيينه كمدرب اول للاكابر وبرغم صعوبة المهمة، وافق على أن يكون البديل عن سابقه على أمل أن تتحسن الاوضاع..  لكن لا شيء إيجابي تحقق..

وحتى مع بداية المباريات الرسمية للموسم الجديد، لم تكن هناك انتدابات لاعبين في حجم ومستوى الرابطة الثانية، ولم تكن هناك تربصات خارج منزل بورقيبة..

حتى لوازم التدرب وإجراء المباريات الرسمية لم تكن متوفرة بالقدر وبالنحو المطلوبين، بما جعل النتائج على الميدان لم تكن في مستوى انتظارات كل منزلي..

ومع تقدم الموسم لحد بلوغه الجولة السابعة، كان الفريق بقيادة حاتم القطوفي وقيدوم لاعبي فريق المحترفة الثانية ورابطة الهواة بشير لحمر في مرتبة لم تكن ليرضى عليها المسؤولون والأحباء،  فكان الاستغناء من طرف الهيئة المديرة الجديدة التي تم انتخابها في أواخر نوفمبر من السنة الماضية التي يترأسها رجل الأعمال مراد العباسي ونائبه رجل الأعمال هو الآخر حمدي كشيدة…

الهيئة الجديدة لجمعية الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة وأمام تمكن الطاقم الفني السابق بقيادة حاتم القطوفي إلا من تحقيق ثلاثة تعادلات وتكبد اربعة هزائم، ارتأت أن تأتي بممرن جديد للفريق، فكان السيد عمر حمّودة الذي سبق له ان انضم للإطار الفني للشبان بالنادي الإفريقي..

هو إذن الممرن الثالث في ظرف ستة أشهر تقريبا…

ومع عمر حمودة، لم يحقق الفريق الا انتصارين وخمس تعادلات وتكبد ثلاث هزائم…

الهزيمة بسداسية..

كل هذا كان يعتبر عاديا في نظر المتابعين لفريق الصامب من قريب اعتبارا للتحضيرات السيئة جدا التي سبقت الموسم الجاري،  إلا أن الهزيمة الثقيلة جدا التي تكبدها فريق النمر الأخضر والأبيض بملعب مقرين أمام جمعية المكان 6-0 لم يعرفها المنازلية حتى في اسوإ حالات فريقهم سواء عند بداية الموسم الحالي أو حتى في المواسم السابقة..

هزيمة قاسية جدا إذن جعلت هيئة مراد العباسي تبحث عن مدرب جديد للفريق..

الأسماء كانت عديدة والاختيار في نهاية التشاور وقع على لطفي العياري، المدرب السابق لمستقبل وادي الليل في هذا الموسم وهو المدرب الرابع للمنازلية…

مبارة الأحد المقبل لرد الإعتبار..

ويوم الأحد المقبل، بداية من الساعة الثانية بعد الزوال، يكون موعد المنازلية مع مباراة الجولة الخامسة من مرحلة الإياب التي تجمعهم بمستقبل وادي الليل، الفريق الذي غادره حديثا لطفي العياري ليلتحق بعاصمة الفولاذ..

وللإشارة، وبالنظر للترتيب العام لبطولة مجموعة الشمال من المحترفة الثانية، نجد منزل بورقيبة في المرتبة 12/14 برصيد 14 نقطة، بينما نجد وادي الليل يليه مباشرة في الترتيب، أي في المرتبة قبل الأخيرة برصيد 12 نقطة..

وعلى ذلك، يُنتظر أن تكون مباراة الأحد المقبل بين إفريقي المنزل ومستقبل وادي الليل حماسية وكثيرة التنافس لأن كلا الفريقين يريد نقاط الفوز بغاية الإبتعاد أكثر ما يمكن عن مرتبتي آخر الترتيب..

فهل تكون الرجة النفسية في صفوف لاعبي “المنزل” التي تجعلهم ينتصرون ليتصالحوا مع انصارهم بعد هزيمتهم النكراء في مقرين ؟

وهل تكون مباراة رد الإعتبار للممرن الجديد للمنازلية لطفي العياري بتحقيق فوز أمام الفريق الذي كان مدربا له قبل اسبوع ؟..

فبقطع النظر عن نتيجة اللقاء المرتقب في ملعب عزيّز جاب الله، فإن كل ما نرجوه هو أن نرى في أعقاب الموسم الحالي فريق الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة قد ضمن البقاء بالمحترفة الثانية وان نرى مستقبل وادي الليل أيضا قد حقق النتائج التي يريدها انصاره الذين يتذكرون جيدا صولات جمعيتهم لما كانت بالقسم القومي.

الحبيب العربي