افتتح مساء السبت الفنّان أنيس الخماسي بعرض طربي الدورة الثانية لمهرجان عبد العزيز العروي الذي تنظمه دار الثقافة الوردانين بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير ويتواصل إلى غاية 27 مارس الجاري.
وقدم الفنّان أنيس الخماسي باقة من الأغاني الشرقية والتونسية بدأها بأغنية “أوصفلك يا حبيبي ازاي” لأم كلثوم، ثم “يا أهل الهوى” لوردة الجزائرية، ومقتطفات من حضرة “رايس البحار”، وسيدي بوسعيد الباجي، وبابا علي عزوز، وسيدي منصور، ويا بوعكازين، واختتم العرض بأغنية “يا مازري حل البيبان”. وواكب العرض الذي احتضنه فضاء دار الثقافة الوردانين عدد محتشم من الجمهور جلّه من الشباب والأطفال.
وتميز افتتاح المهرجان بتدشين معارض “لوحة وقصيدة” للرسامة سهى بنور والشاعر كمال قداوين، و”اكسيسوارات الحكاية الشعبية” للأستاذة لمياء الخلفاوي، و”نقوشات من الذاكرة” للفنّان علاء الدّين المهذبي، ومعرض فوتوغرافي لأبرز الحكواتية في تونس للفنّان كمال العلاوي.
وانطلق معرض أبرز الحكواتية في تونس بعبد العزيز العروي الذي ترك إرثا كبيرا حيث كان يقدم حكايات أيام الأحد في التلفزة التونسية وكانت له برامج اجتماعية في سمره إلى درجة ظهور عبارة “اشكي للعروي” إذ كان الناس يشتكون إليه همومهم ومشاغلهم حسب الفنّان كمال العلاوي.
وأعاد منذ سنوات بشير الدريسي الإعتبار لفن الحكواتي عبر الهلاليات وغيرها وبعده عماد الوسلاتي وكمال العلاوي اللذين أنجزا بداية التسعينات عملين “حاتم الطائي” و”قالوا العرب قالوا” وغيرهم إذ أصبح ال”فداوي” مطلوبا في أنحاء الجمهورية.
وظهرت عدّة مهرجانات للفداوي وكان أوّل مهرجان ظهر في سوسة والذي بلغ حاليا تقريبا دورته 25 ومهرجان للنساء. فسابقا المرأة لم تكن تحكي وحاليا أصبحت لدينا العديد كوحيدة الدريدي، ودليلة المفتاحي ونجوي الفتايتي وهدي بن عمر.
ووقع تحديث الفداوي الذي كان يقدم العرض وحده ليصبح الآن مع مجموعة أو مع فرقة ضمن التجديد علاوة على التجديد في المضمون.وسابقا كان الحكواتيون يحكون ألف ليلة وليلة والسير والملاحم القديمة من ذلك أنّ الفنّان كمال العلاوي له عرض بعنوان “أكاذيب حكماء صهيون”.
وأمام الوضع المأساوي جدّا في غزة أراد الفنّان الكبير كمال العلاوي توعية الناس لمعرفة من هو عدوهم. فهو يؤمن بأنّ الثقافة خطيرة جدّا على العدو. فأي فن هو سلاح حقيقي للمقاومة كفن الحكي والفنون التشكيلية والسينما والأغاني في تقديره.