بنزرت من الحبيب العربي

في غمرة احتفال “الكابيستية” بالذكرى 96 لتأسيس جمعيتهم وبتعافي فريق قروش الشمال نهائيا بدليل ضمانه البقاء في المحترفة الأولى باكرا وبلوغه نهائي كأس تونس 2024…  في غمرة هذه الأجواء الجميلة في كل أرجاء مدينة بنزرت على الخصوص، تطفو على السطح قضية ارّقت جفون كل البنزرتية ومحبي الجمعية من قريب كما من بعيد.. هي قضية ديون قديمة متخلدة بذمة الجمعية لفائدة ثلاثة مدربين و27 لاعب.. يعني هي ديون موروثة وليس للهيئة المديرة الحالية من ذنب فيها إلا كونها تحملت مسؤولية قيادة الجمعية بجديدها وقديمها.. وأعتقد أنه لو كان سمير يعقوب مدركا قبل تقديم ترشحه لرئاسة الجمعية للكم الهائل من الديون التي كانت في انتظاره لما ترشّح…

 المدربون الثلاثة أصحاب الحق على الجمعية، بعضهم ساهم النادي البنزرتي في تداول اسمه بقدر اكبر بين الجمعيات.. واللاعبون الذين تعاقدوا سابقا مع البنزرتي، بعضهم لعب القليل في تشكيلة الفريق.. لكأني بالنادي البنزرتي مُقدّر له ألاّ يعيش فرحته كاملة في كل مرة.. بل لكأني بالهيئة المديرة الجديدة برئاسة سمير يعقوب قد كُتب عليها أن تعاني من مخلفات سوء تصرّف قديم…

 الديون بلغت في مجملها مليارين و791 مليون.. ليس هنا المشكل بالأساس.. بل المشكل برز في إلزامية تسوية وضعية كل هذه الديون قبل موفى جويلية الجاري.. بمعنى أنه لم يبق لهيئة يعقوب إلا أقل من نصف شهر من الآن.. فماذا هو الرئيس سمير فاعل ؟

كشف الحقائق

ظهور هذا المبلغ الكبير من الديون في هذا الظرف الزمني بالذات مصحوبا بناقوس الخطر بما انه يهدد استقرار الجمعية ويطرح فرضية عدم مشاركتها في الموسم المقبل في بطولة المحترفة الأولى، جعل الرئيس سمير يعقوب يخرج عن صمته ويتكلم بمرارة عبر الصفحة الرسمية للجمعية مبيّنا عدم تعاون بعض البنزرتية الميسوري الحال مع الجمعية والحال انهم يتشدّقون بالقول انهم كابيستية، شأنهم في هذا شأن المستثمرين المنتصبين بالجهة وغير المساهمين بالمال كما يجب…

 في تعليقنا اقول : على سبيل المثال، لو تطوعت ستة معامل ومصانع بالإشهار فوق ازياء فريق الأكابر وبعض أصناف الشبان وكذلك فرعي كرة اليد وكرة السلة بحساب 500 مليون لكل واحد منها لوجدت الهيئة الحل في تسديد كل الديون المعلنة.. السيد سمير يعقوب تحدّث أيضا في تدخله في الحوار المشار إليه عن “واجب” وقوف السلطة الجهوية كولاية والمحلية كبلدية ومركزية كجامعة كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة إلى جانب النادي البنزرتي في ازمته هذه…

الكاتبة العامة، الأستاذة شريهان العربي، تحدثت بدورها عن عقبة الديون في إحدى الإذاعات فقالت : “الجميع في بنزرت يتنفسون كرة.. ومن قال بنزرت قال النادي البنزرتي.. والعكس بالعكس.. وبالتالي، فإن إنقاذ الجمعية من تأثيرات هذه الديون صار مسؤولية الجميع”…

 الرئيس سمير يعقوب، مثلما توجه للهياكل الرسمية وللمؤسسات بالجهة توجه ايضا للأنصار داخل بنزرت، في كامل البلاد التونسية وحتى خارج الحدود قائلا أن الجمعية نشرت الحساب البنكي للنادي البنزرتي وحساب جمعية  SOCIOS CAB إلى جانب موقع إلكتروني آخر.. وجميعها مفتوحة للجميع كي يساهموا “كل قدير وقدرو” في دعم خزينة المالية.. الأحباء من ناحيتهم سارعوا بالتفاعل.. بعضهم بادر بدعم حساب الجمعية وبعضهم الآخر قام باتصالاته ببعض المؤسسات الإقتصادية التي وافقت على تقديم الدعم.. والجميل في كل هذا أن تجد حتى المناصر “الزوالي” ينادي بضرورة تمكينه من فرصة المساهمة ولو بالقليل مما في جيبه من ورقات نقديه من فئة 5د و10د و20د و30د او حتى 50د.. يُذكَر أن أحد المهووسين بحب الجمعية، ولد الحشاني، وهو صاحب محل لبيع الهواتف في قلب المدينة أعلن تبرّعه بمبلغ 3 ملايين.. بعض الأحباء الآخرين اقترحوا على الجمعية إقامة حفل جماهيري كبير بملعب البصيري او في “الكانز” وآخرون طالبوا هيئة المهرجان الدولي ببنزرت أن تخصص مداخيل عرضين أو أحد عروضها على الأقل لفائدة النادي البنزرتي..

 أمر أخير أشار إليه رئيس الجمعية سمير يعقوب في تدخله وكان قد أثار استياء كل أنصار الجمعية من ممارسة أحد الكابيستية صاحب نزل في تعامله مع الجمعية حيث كان يرفض قبول أكابر “السي آ بي” بداعي أنه لا توجد غرف شاغرة ويقبل في المقابل فرقا أخرى قادمة من خارج ولاية بنزرت هي منافسة لفريق “القروش الصفر”…

 بين التخوف والتفاؤل…

 خلاصة الأمر أن الديون التي ظهرت إلزامية دفع النادي البنزرتي مبالغها لأصحابها قبل أجل 31 جويلية الجاري هي ديون سابقة لتصرف هيئة سمير يعقوب بما يعني أن المتسببين فيها إذا كان بإمكانهم التكفل بدفع بعض الديون فلا بأس.. كذلك، نقول انه على اللاعبين أصحاب الديون والبالغ عددهم 27، بإمكان الكثير منهم التفاهم مع الجمعية إما بالتخلي عن كامل مبلغ الدين مثلما فعل اللاعب السابق سهيّل بالراضية، او بالقبول بالتقسيط المريح.. وبقدر ما هو الرئيس سمير يعقوب متخوف من قصر الأجل الذي لابد للبنزرتي في غضونه أن يدفع كل ما عليه.. بقدر ما هو تفاؤل الكاتبة العامة شريهان العربي التي قالت أنها على يقين من أن النادي البنزرتي قادر على تجاوز محنة الديون هذه في الأجل المطلوب…

 الحبيب العربي