بنزرت من الحبيب العربي

هل سيقرأ لاعبو النادي البنزرتي ما نكتبه وننشره الآن، قبل ساعات قليلة من موعدهم مع التاريخ ؟.. قبل ساعات من موعدنا مع نهائي كأس تونس 2024 ؟.. لست ادري.. كل ما أدريه أنهم اليوم أبطال بالمعنى الكبير للعبارة.. ابطال في لعبة كرة القدم التي برعوا فيها “فشاخت عندهم وشاخ معهم” جمهور النادي البنزرتي الذي فقد طعم ومتعة الفُرجة منذ سنوات عجاف.. في كرتنا في تونس، لقبان في كل عام.. اولا، لقب البطولة التي نراها في بعض المواسم غير سليمة وغير مستقيمة “وحُولة” وثانيا، لقب كأس تونس الذي أراد سماسرة السياسة في الكرة تغيير تسميته من كأس تونس، وما ادراك ما تونس، تونس الباقية على الدوام.. إلى كأس أشخاص مرّوا ذات فترة بتاريخ البلاد.. وهم عابرون.. كأس تونس لا يمكن لأحد أن يقول عن استحقاقه اي كلمة قد تطعن في كفاءة من يظفر به.. لقب كأس تونس هو الذي تفوز به الجمعية عن جدارة وباستحقاق لا تشوبهما شائبة.. وكأس تونس، مثله كمثل لقب البطولة، يفتح الباب على مصراعيه للمشاركة في المسابقات القارية.

هل ستعاد مثل هذه المشاهد في مباراة اليوم؟

 وليعلم لاعبو النادي البنزرتي وطاقمهم الفني أن بلوغ نهائي الكأس هو في حد ذاته تتويج.. فمهما ستكون نتيجة اللقاء اليوم، بإمكاننا القول ان لاعبي البنزرتي هم أبطال هذا الموسم.. لكن الجشع الكبير لأنصار وأبناء كل بنزرت بمن فيهم من هم ليسوا من احباء الجمعية يقول للاعبين ولطاقمهم الفني : “انتم بلغتم النهائي وما عليكم إلا أن ترفعوا الكأس.. انتم بلغتم عين المياه العذبة بعد عطش 11 موسم وما عليكم إلا أن ترتووا منها.. ما عليكم إلا أن تشربوا منها وتملؤوا قلالكم لقادم المواسم.. بدايتكم في الموسم الذي تختنمونه اليوم لم تكن موفقة.. حتى انكم خيّبتم أمل رئيسكم سمير يعقوب الذي قال للصحفيين في بداية الموسم أن فريقه سيلعب من أجل ما بين المرتبتين الرابعة والسادسة.. وبنتائجكم التي لم تكن مرْضية، وجدتم أنفسكم ضمن مجموعة تفادي النزول.. ولما كان مستواكم الفني والحقيقي أرفع من أنكم تلعبون في البلاي آوت، كنتم ابطالا في مجموعتكم لا يّشق لكم غبار حتى أنكم انهيتم موسمكم وبينكم أحسن هداف، الطيب بن زيتون.. ولكم افضل خط دفاع وكذلك أفضل خط هجوم.. إذن، انتم أبطال بكل المقاييس.. فبرهنوا اليوم على كل ما ذكرناه جميلا في مسيرتكم.. أثبتوا لرئيسكم ولكل أنصاركم أن كل ما انجزتموه خلال كل مراحل الموسم إنما له نهاية عنوانها التتويج بالكأس”.

 حكم مباراة اليوم  سيف الدين الورتاني  : صفارته عادلة

حكم النهائي هو ابن رابطة الكاف لكرة القدم.. شاب لا يزيد سنه عن 27 سنة.. وتاريخ صفارته ناصع لحد الآن إذ انه يصفر للأكابر في المحترفتين الأولى والثانية منذ 2018.. وقد سبق له ان أدار بامتياز نهائي كأس صنف النخبة سنة 2019 بين النادي الإفريقي والنادي البنزرتي وقد كان الانتصار حليف فريق باب الجديد.. وهذا الموسم، هو أدار تسع مباريات قبل هذا اليوم اهمها مباراة النجم الساحلي والترجي التونسي في البلاي أوف في سوسة وكل مقابلاته لم تشبها شائبة.. إذن لا مجال لأن تتخوفوا من التحكيم عشية هذا اليوم..  أما عن منافسكم فريق الملعب التونسي، فمهما قالوا عنه أنه ذو قوى ضاربة في الهجوم، او في تماسك وانسجام خطوطه الثلاثة، فلتعلموا أن لمباراة النهائي حسابات أخرى تنتفي معها كل الأحكام المُسبقة.

مباراة اليوم سيطغى عليها بالتأكيد الجانب التكتيكي… ومن يستغل هفوات المنافس أكثر هو الذي يفوز.. وإن أحباءكم وأنصاركم في بنزرت وحتى خارج الحدود يرونكم الأقرب للفوز بالكأس بحكم صغر سنكم وعدم أسبقيتكم في لعب مثل هذا الدور المتقدم من المسابقة.. وبالتالي، انتم أمام فرصة قد لا تُعاد.. فهل انتم ستكونون في مستوى الحدث فتعودوا بالكأس لبنزرت ليغص الجسر المتحرك بالأنصار في استقبالكم ؟

 الحبيب العربي