البيان: محمد بن جبارة
مثلما كان منتظرا لم يخيّب أيوب الخفناوي انتظارات التونسيين الذين كانوا على شبه يقين بقدرة هذا “الولد” على الصعود على المنصة التتويج في نهائي سباق 1500 متر سباحة حرة في كأس العالم، غير أن مستوى علوّ الدرجة بقي محل انتظار لوجود سباحين عالميين ينعمون بكل أسباب الرفاه والجاه للتحضير لمثل هذه المناسبات العالمية الكبرى.
لكنّ “أيوب البحر” القادم إليهم من عبق التاريخ وماضي أجداده التليد لم يكن ليرضى لنفسه بغير الصعود على أعلى درجات المنصة ونيل أنفس المعادن وإعادة عزف النشيد الوطني في قلب اليابان للمرة الثانية.
أيوب الذي خشينا عليه لدقائق من إضاعة الذهب بعد أن هرب الاسترالي شورت أمتارا وتسيّد السباق لمراحل، كان أكثر ثقة منا في نفسه فواصل سباقه بكامل الثقة وبمنتهى الجدية يحارب الماء والوقت والمنافسين وأكثرهم شراسة الأمريكي فينك والأسترالي شورت اللذين فعلا المستحيل ليفوزا بالسباق لكن أيوب كان له القول الفصل.
ففي منافسة شرسة مع فينك وشورت أصرّ وألحّ وعزم ونجح أيوب الحفناوي في رفع الراية التونسية وتشريف العرب في رياضة كانت حكرا على الامريكيين والأستراليين وغيرهم من الغرب إلا ما رحم ربي حيث تألق منذ سنوات الملولي، وفي سباق صعب جدا يتطلب إمكانيات بدنية عالية ونفسا طويلا وعزيمة صلبة وتحضيرات شاقة واستعدادات خاصة في كل هذا كان الحفناوي في الموعد وتجاوز الجميع وأثبت أن التألق والإبداع ليس حكرا على غير العرب بل إن العمل والثقة والاستمرارية وحب النجاح عوامل كافية لبلوغ العالمية في شتى الميادين…
أيوب لم يكتف بالفوز بالسباق بل تجاوزه لتحقيق رقم عالمي جديد لسباق 1500 متر سباحة حرة قدره 14:31:54…سباح من طينة خاصة.. سباح مبدع فعلا…
كان الملولي واليوم الحفناوي وغدا تلد تونس أبطالا تستحيل معهم مسابح السباقات ساحات للإبداع والتألق ونشر الفرح….
برافو حفناوي…برافو أيها الولد….