وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون انتقادات لاذعة لفرنسا خلال خطاب أمام البرلمان، متهماً إياها بارتكاب جرائم إبادة خلال فترة استعمارها للجزائر (1830-1962) وداعياً إلى اعتراف صريح بهذه الجرائم. كما أعلن تبون عن نيته إطلاق حوار سياسي شامل مع الأحزاب الجزائرية مطلع عام 2025 لتعزيز الجبهة الداخلية.

تصريحات تبون تجاه فرنسا

تبون أكد أن الجزائر لا تطالب بتعويضات مادية عن الحقبة الاستعمارية، بل تسعى إلى الاعتراف بالجرائم المرتكبة، مضيفًا أن تاريخ الجزائر يشهد على حجم التضحيات، مع أكثر من 5.6 مليون شهيد قضوا خلال الاستعمار. ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه جلب الخراب للجزائر، مذكراً بمجازر ارتكبتها القوات الفرنسية، مثل استخدام الغاز ضد قبائل في الأغواط والزعاطشة.
وأشار تبون إلى استمرار احتجاز فرنسا لرفات 500 جزائري من شهداء المقاومة، ودعاها إلى إعادة هذه الجماجم وتنظيف مواقع التجارب النووية التي أجرتها في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966.

السياق السياسي للأزمة

التصريحات جاءت في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة بين البلدين، بعد اتهام الجزائر للاستخبارات الفرنسية بارتكاب “أعمال عدائية” على أراضيها، وسحب السفير الجزائري من باريس.
كما هاجم تبون الكاتب بوعلام صنصال، واصفًا تصريحاته الأخيرة بأنها تهدف لتزييف التاريخ والحقائق، ومؤكدًا أن الجزائر ستظل تدافع عن ملف الذاكرة دون تنازلات.

الحوار السياسي الداخلي

على الصعيد الداخلي، أعلن تبون عن حوار سياسي شامل مع الأحزاب مطلع 2025 بهدف تعزيز استقلال الدولة وتقوية الجبهة الداخلية. وأوضح أن هذا الحوار سيركز على صياغة قوانين جديدة للأحزاب والجمعيات، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات.