توزر-البيان: مكتب الجنوب الغربي/ من أحمد مخلوف.
تساهم نظم المعلومات الجغرافية في المحافظة على التراث وذلك من خلال قدراتها العالية في الرصد والتوثيق والتحليل والإظهار وغيرها من القدرات التي تتطلبها عمليات التوثيق ويتم إستخدام نظم المعلومات الجغرافية عن طريق إنشاء قواعد بيانات جيومكانية شاملة لمختلف أنواع التراث، بحيث تتضمن هذه القواعد جميع البيانات الوصفية والمكانية لكل عنصر سواء كان متحفا أو موقعا أثريا أو تراثيا أو معلما دينيا أو ما إلى غير ذلك.

ولقد أتاح التقدم التكنولوجي الكبير إمكانية إدراك أهمية قواعد نظم المعلومات الجغرافية ودورها في تخزين وتوثيق وإدارة العمليات التحليلية المكانية لمختلف المعلومات لاسيما منها ما يتعلق بالمعلومات التي تخص المواقع التراثية والأثرية والمدن العتيقة والمتاحف وإبرازها بشكل يساهم في الحفاظ عليها وتوثيقها ونشرها على الأنظمة المختلفة. وتعد النظم المعلوماتية والتي تصاعد إستخدامها في مجال تسيير التراث الأثري منذ تسعينات القرن الماضي خيارا مثاليا بل وضروريا للقيام بعمليات التوثيق بشكل فعال ودقيق بإعتباره التوثيق الموحد والقابل للتحديث والتعديل بإستمرار، كما أن هذه النظم تقدم خيارات متعددة لعرض المعلومات وتصنيفها وتحليلها وبأشكال وصيغ مختلفة، وبالتالي فهي تعدّ مرجعا وٱلية مثالية لبرمجة عمليات الحفظ والترميم والإستغلال كما تمكن النظم المعلوماتية الجغرافية أن تقتصد قدرا هاما من المال والجهد والوقت من أجل إتخاذ القرار الأكثر ذكاء.
وفي هذا الإطار وبمناسبة الإحتفال بالدورة 33 لشهر التراث تحت شعار “تراثنا …رؤية تتطور…تشريعات تواكب” وبإشراف والي توزر محمد أيمن البجاوي نظمت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر أمس الأربعاء 8 ماي 2024 وبالشراكة مع المعهد العالي للفنون والحرف بڨفصة والمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات والمبيت الجامعي بتوزر لقاء علميا حول “التراث والنظم المعلوماتية”
-المتاحف الذكية/ التوأم الرقمي/ ٱنترنات الأشياء -، وذلك بحضور نخبة قيمة وهامة من الأساتذة والمختصين والباحثين في هذا المجال من توزر وقفصة وجمع هام من الطلبة.
جلستان علميتان وخمس مداخلات..
هذا وقد إنطلقت فعاليات هذا اللقاء العلمي صبيحة الإربعاء بإستقبال ضيوفه ثم كلمات الإفتتاح التي قدمها والي توزر محمد أيمن البجاوي والمندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر رانية العابد، إنطلقت إثرها مباشرة فعاليات الجلسة العلمية الأولى وقد إستهلها الدكتور ياسين براني بمداخلة أولى عنوانها: “النظم المعلوماتية الجغرافية وتثمين التراث بالجريد..”، عقبتها مداخلة ثانية بعنوان “المأثور الموسيقي الشعبي بجهة ڨفصة بين الٱصالة والتجديد..” قدمتها الأستاذة نسرين الأحول، تلاها نقاش ثم إستراحة عاد على إثرها الحضور لتأثيث فعاليات الجلسة العلمية الثانية والتي إستهلتها الأستاذة فاخته فاخت بمداخلة عنوانها : “دور الرقمنة في التطوير والحفاظ على الذاكرة المحلية: الكليم الڨفصي نموذجا”، ثم تلتها مداخلة ثانية للأستاذة منال مير شوكي بعنوان :
” Harmonie entre passé et progrès les nouvelles frontières de conservation restauration”
وقد أختتمت فعاليات هذه الجلسة العلمية الثانية بمداخلة ثالثة عنوانها “رهانات الحفاظ على التراث التونسي الموسيقى المخطوط: مخطوطات نوبات المالوف التونسي نموذجا..” للأستاذ محمد أنيس الحمادي.