أحيا الشعبان التونسي والجزائري، الخميس، في جو من الخشوع والتضامن الأخوي، الذكرى السادسة والستين لأحداث ساقية سيدي يوسف المجيدة التي جدت في 8 فيفري 1958، والتي سقط خلالها عشرات الشهداء والجرحى، جراء العدوان الغاشم الذي شنه المستعمر على هذه القرية الحدودية.
وانتظم بالمناسبة، موكب خاشع بضريح الشهداء بالساقية، أشرف عليه بالخصوص من الجانب التونسي، وزير الفلاحة والموارد المائية منعم بلعاتي، ومن الجانب الجزائري وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة الترابية ابراهيم مراد، تم خلاله وضع إكليل من الزهور وتلاوة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار، وذلك بعد تحية العلمين التونسي والجزائري على أنغام النشيدين الرسميين للبلدين.
وأكد وزير الفلاحة في كلمة القاها بالمناسبة، أهمية هذه الذكرى الخالدة التي مثلت اللبنة الأولى للتعاون المشترك القائم بين البلدين الشقيقين، مجددا التأكيد على روح التآخي والتضامن التي تميز العلاقات الثنائية بين تونس والجزائر في مختلف المجالات، خاصة في هذه الفترة التي قدمت فيها الجزائر كثيرا من الدعم لتونس، على حد تعبيره.
وذكّر في هذا السياق، بأهمية القرارات التي تم اتخاذها بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجنة الثنائية لترقية وتنمية المناطق الحدودية المنعقدة بالجزائر العاصمة يومي 29 و30 جانفي 2024، باعتبارها ‘”تمثل نبراسا لتنمية الشريط الحدودي في البلدين”، على حد تعبيره، وفرصة لتحسين ظروف عيش المتساكنين والقضاء على ظاهرة التهريب والإرهاب، فضلا عن خلق فرص تعاون وتبادل في عدة مجالات أخرى، ومنها الحماية المدنية والتنسيق الأمني وتكثيف التبادل التجاري.
من جهته، عبر وزير الداخلية الجزائري، عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الذكرى المجيدة، التي قال إنها ستظل ملهمة للأجيال القادمة وتذكرهم بالبطولات الملحمية للشعبين، من أجل مقاومة الاستعمار وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الجزائري خلال كفاحه المسلح.
كما تطرق الى الخطوات الجديدة التي قطعها البلدان في مجال التكامل الاقتصادي وتنمية المبادلات التجارية وتبادل الخبرات في مجال التكوين المهني، إلى جانب العمل على تنمية الشريط الحدودي الذي أصبح يمثل، في المشروع التنموي المشترك الجديد، أولوية بالنسبة الى البلدين، مؤكدا أن المشاريع التي تم الاتفاق على تنفيذها، تترجم عزم قيادة البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى افضل المراتب.
وقد حضر الموكب من الجانب التونسي وزير التشغيل والتكوين المهني لطفي ذياب ووزيرة الاقتصاد والتخطيط فريال الورغي ومن الجزائر وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة.
وترتبط وقائع أحداث ساقية سيدي يوسف، بالعملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف، الواقعة في الحدود الجزائرية التونسية، كرد فعل على الدعم التونسي للثورة الجزائرية، والتي أسفرت عن سقوط 70 شخصا من بينهم تلاميذ، و148 جريحا من المدنيين الجزائريين والتونسيين. ويحيي البلدان ذكرى هذه العملية التي إمتزجت فيها الدماء التونسية بالجزائرية بشكل سنوي في اليوم نفسه.