نظّمت مؤخرا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمقرها بتونس وبالشراكة مع اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة وتحت شعار”دور القيادات الشبابية والمجتمع المدني في التصدي لمخاطر التغيرات المناخية في المنطقة العربية” فعاليات “المنتدى العربي الأول لشبكات المدارس والنوادي والكراسي العلمية المنتسبة للألكسو” وذلك بمشاركة واسعة من ممثلي المدارس والنوادي والكراسي العلمية المنتسبة للألكسو إلى جانب خبراء في السياسات البيئية وممثلي المجتمع المدني ومختصين من منظمات دولية وإقليمية.

 وقد شهد هذا المنتدى ضمن فقرات برنامجه العام مشاركة كرسي الألكسو في خدمة الطفولة رئاسة الأديب العربي الدكتور إيهاب القسطاوي ومن خلال مداخلة الدكتور كمال بن دخيل عضو مجلس إدارة هذا الكرسي بتونس جاءت تحت عنوان “تفعيل دور الأطفال والشباب في مجابهة التغيرات المناخية ” استعرض خلالها جهود الكرسي في مجال تعزيز دور الطفولة والشباب في مواجهة التحديات المناخية كما ركزت مداخلته على محورين رئيسيين حول أهمية إشراك الأطفال والشباب في التوعية البيئية حيث أشار المتدخل إلى ضرورة إدماج فئة الناشئة في تبنّي سياسات تعزّز من وعيهم البيئي خاصة في مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل البشرية ليقدّم إثر ذلك خطة إعلامية شاملة يُشرف عليها الكرسي بهدف دعم التثقيف البيئي للأطفال عبر أدوات حديثة تشمل وسائل الإعلام الرقمية الألعاب التفاعلية وبرامج البودكاست الموجّهة للأطفال.

واستعرضت المداخلة كذلك أبرز مشاريع الكرسي التي تهدف إلى تمكين الأطفال والشباب من أدوار ريادية في مجال العمل المناخي ومنها ورشات عمل تدريبية تستهدف المدارس في الوطن العربي وإنتاج محتوى تعليمي تفاعلي باستخدام التقنيات الحديثة وإطلاق مسابقات تحفّز على الابتكار البيئي الى جانب تعزيز الشراكة مع الجهات التربوية لتعزيز الثقافة البيئية.

 كما أكّد الدكتور كمال بن دخيل أهمية دور الإعلام الموجّه للأطفال في بناء جيل واعٍ بقضايا المناخ والتنمية المستدامة وأشار إلى نجاح الكرسي في تطوير أدوات إعلامية مبتكرة ساهمت في دعم ثقافة الاستدامة لدى الأطفال ليختتم مداخلته بالتذكير أن الكرسي يهدف إلى تقديم نموذج رائد في مجال التوعية البيئية وتعزيز دور الأطفال والشباب كقادة مستقبليين للتغيير وان مختلف مجهودات كرسي الألكسو تنخرط ضمن رؤيته في خدمة الطفولة والتي تسعى إلى تمكين الطفولة والشباب العربي، وتعزيز أدوارهم في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة جدير بالذكر ان هذا المنتدى شهد حضور جهات من مختلف الدول العربية على غرار المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين والجمهورية اللبنانية وجمهورية مصر العربية وممثّلون عن مؤسسات تعليمية عربية من جامعة تونس المنار وجامعة اليرموك بالأردن وجامعة محمد الخامس بالرباط وممثلين عن وزارتي المالية والبيئة والوكالة الوطنية لحماية المحيط ومنظمات دولية وإقليمية مثل الصندوق العالمي للطبيعة  (WWF)ومنظمة صحة الأسرة العالمية (FHI360) وHeinrich Boll Foundation.  واذ تناولت اشغاله عدة محاور رئيسية تتعلق بدور القيادات الشبابية والمجتمع المدني في مواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها وعرض عدد من التجارب الوطنية في تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، مثل مشروع إزالة التلوث من بحيرة بنزرت في تونس، وتجربة مدارس الأردن في تحقيق أهداف التنمية المستدامة فقد تم على هامش فعالياته عن مشروعات مستقبلية تشمل مهرجانات مدرسية حول موضوعات المناخ وإنشاء منصات رقمية للتوعية البيئية.

منصف كريمي