تترقب تونس ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، وتشهد اليونان طقسا هو الأكثر سخونة خلال الخمسين عاما الأخيرة، فيما تتوقع الولايات المتحدة توسع نطاق موجة الحر التي ضربت جنوب البلاد.
وقالت الأرصاد الجوية في تونس أمس السبت إن موجة الحرّ التي تضرب البلاد منذ بداية الشهر الجاري ستستمر في ارتفاعها القياسي.
وأوضحت أن درجات الحرارة القصوى قد تصل إلى 48 درجة مئوية في مناطق جنوب البلاد، بينما تصل إلى 40 درجة مئوية في مناطق الساحل.
ويتوقع خبراء الطقس في تونس أن تكون درجات الحرارة المسجلة حتى نهاية الشهر الحالي هي الأعلى منذ عقود.
ضغط جوي مرتفع
كذلك تتأثر دول جنوبي أوروبا بنظام ضغط جوي مرتفع، مصدره شمال أفريقيا، أدى لاستمرار موجة الحر في مناطق عدة، من أبرزها وسط وجنوب إيطاليا.
ففي العاصمة روما تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية خلال ساعات الذروة.
وأصدرت السلطات الإيطالية تحذيرات للسكان في 18 مدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويتوقع أن تستمر موجة الحرّ حتى يوم الأربعاء المقبل.
وتعيش اليونان عطلة نهاية أسبوع “ربما تكون الأكثر سخونة على مدى الخمسين عامًا الماضية”.
جفاف
في إسبانيا، لم تعد هناك إمكانية للاغتسال على شاطئ يوريت دي مار، الباحث على غرار منتجعات سياحية شهيرة أخرى عن طرق للحفاظ على موارد المياه المتناقصة، بينما تعاني البلاد من الجفاف. وفي حين تعَدّ إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية تأثراً بأزمة المناخ، يواجه قطاع السياحة الرئيس فيها ضغوطاً متزايدة لتقليل أثره البيئي والتوجه إلى ممارسات أكثر استدامة.
وسجلت إسبانيا نسبة هطول أمطار متدنية جداً خلال العام الماضي، ما جعل خزانات كاتالونيا حيث يقع منتجع يوريت ممتلئة فقط بنسبة 29% من سعتها. وتسبّب الجفاف في زيادة استخدام المياه المعاد تدويرها بنسبة 25%، على الرغم من أن الشبكة التي توفرها ما زالت محدودة جداً.
عواصف
بينما ضربت عواصف جديدة كرواتيا وصربيا، ما تسبب في وفاة طفل، في صربيا وحدوث أضرار واسعة في شبه جزيرة «استريا» في كرواتيا، وهي مقصد مزدحم للعطلات.
وفي منطقة «نوفيغراد» الكرواتية، اقتلعت الرياح العاتية الأشجار، التي سقطت على القوافل والخيام والسيارات، طبقاً لما ذكرته صحيفة «غلاس استري» الإقليمية، من مدينة «بولا» عاصمة المنطقة، نقلاً عن مسؤولين. ووقعت أسوأ أضرار في منطقة تخييم، قرب البحر، لكن لم يصب أحد بأذى.
سخونة شاملة
ويُتوقّع أن يكون شهر جويلية الجاري الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ليس فقط منذ بدء تسجيل درجات الحرارة إنما منذ “مئات إن لم يكن آلاف السنين”، بحسب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) غافين شميت.
وأشار شميت إلى أن التغييرات المناخية “غير المسبوقة في جميع أنحاء العالم” لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة النينو المناخية.
واعتبر أنه على الرغم من الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة النينو، فإن “ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، ولا سيما في المحيطات. منذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية حتى خارج المناطق الاستوائية”.
وأضاف “نتوقع أن يستمر ذلك، والسبب الذي يجعلنا نعتقد أن هذا سيستمر هو أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي”.
موجة قياسية
وأعلنت السلطات الأمريكية أن الموجة الحارة القياسية التي تضرب جنوب الولايات المتحدة منذ أيام عدة ستمتد إلى أنحاء أخرى في البلاد، محذرة من أن يوليو الحالي قد يكون أكثر الأشهر سخونة على الأرض. وحذرت مصلحة الطقس الوطنية «إن دبليو إس» من أن نحو 80 مليون أمريكي سيواجهون درجات حرارة تصل إلى 41 درجة مئوية أو أعلى في نهاية هذا الأسبوع.
ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 46 درجة مئوية في فينيكس في أريزونا (جنوبي غرب)، التي تشهد حالياً أطول موجة حر مسجلة، ذلك أن الحرارة فيها تجاوزت الجمعة 43 درجة مئوية لليوم الثاني والعشرين تواليا.
رسمياً، حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المستوى القياسي العالمي المطلق عند 56.7 درجات مئوية. لكن سجل هذا المستوى في وادي الموت عام 1913 ولا يعتبره الكثير من خبراء الأرصاد موثوقاً.