شارك في الفترة الأخيرة زميلنا عمر الجمني خطاط البيان في ملتقى طهران للقرآن الكريم حيث كان محل حفاوة وترحب كبيرين من قبل المشرفين على الملتقى نظرا لما يعرف عنه من تميّز كبير وإتقان في الرسم بالكلمة ناهيك أن صيته ذائع بين الخطاطين، إذ يعتبر “سي عمر” من النوابغ في ميدان الخط العربي وله ريشة رائعة جدا تؤكدها مختلف مخطوطاته.
وعن زيارته الأخيرة الى طهران ومشاركته في هذا الملتقى يقول “سي عمر”:
حظيتُ وسُعدت بحضور ملتقى طهران للقرآن الكريم في رمضان هذه السنة 1445ه وأتقدم بالشكر الجزيل إلى الملحقية الثقافية بسفارة إيران بتونس التي أوفدتني للمشاركة بأعمالي الفنية في معرض الخط العربي للتعريف بأسلوب خطنا التونسي الجميل مع قيام ورشات فنية متواصلة ومباشرة مع الجمهور والحمد لله كان الأثر الإيجابي في نفوس الجمهور وخصوصا الخطاطين الإيرانيين مع مجموعة من بعض الفنانين المشاركين من عديد الدول العربية والإسلامية.
إنها زيارة تاريخية عشت فيها لحظات مختلفة المشاعر بين الخشوع القرآني والإمتاع السمعي والبصري بكل تنوعه بين مصلى الإمام الخميني وبرج أزادي وبرج طهران وبعض متاحف الفن التقليدي منها والمعاصر .. عشت تخمة فنية وشحنة وحماس جعلني أراجع مداركي ومكتسباتي الفنية وسد ثغرات لم أنتبه إليها إلا عندما عشت ليلة واحدة من ليالي شهرزاد هذا العصر..فكر وفلسفة وعقيدة بمخرجاتها الفنية من خطوط فارسية وفنون الغرافيك السحرية والمنمنمات وفنون العمارة والزخارف الخيالية التي اكتست المزارات بهندستها التطبيقية المتشعبة التي لمستها عن قرب فوجدت أن مئات الأمتار المربعة من الزخارف تتكون من قطع خزفية لا يتجاوز حجم الوحدة الزخرفية منها ثلاثة أو أربع سنتمترات مربع..وقفت مشدوها متجمدا أمام عبقرية هذه الأعمال الخرافية ..زرت المتاحف واتضح لي فيما بعد أن طهران بكلها متحف حي بأهلها وطبيعتها الخلابة حيث الجبال المكسوة بالثلج في الأعالي والمدينة تعيش بين 12و 16 درجة حرارية.. حيث ما يتجه بصرك لا ترى إلا الفن والزهور وفنون الخط.. إنها الحضارة الفارسية المتوارثة.
فلـنتقاسم معكم قليلا من هذه الصور لأخذ فكرة سريعة والتي تجسد هذه اللحظات الممتعة.