شارك سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في موكب الاحتفال باليوم الوطني للصناعات التقليدية واللباس الوطني الذي أقيم مساء السبت 16 مارس بقصر المعارض بالكرم بحضور نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ومحمد المعز بن حسين وزير السياحة ومنصف بوكثير، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية وسامية الشرفي رئيسة ديوان رئيس الحكومة وفوزي بن حليمة المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية وأعضاء الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية بالاتحاد يتقدمهم صالح عمامو رئيس الجامعة وعدد كبير من الحرفيين والمهنيين بالقطاع.
وتم خلال هذا الحفل توزيع الجوائز الوطنية للنهوض بالصناعات التقليدية والفنية لسنة 2023 ، حيث تحصل على الجائزة الوطنية للنهوض بالصناعات التقليدية الناصر الدريدي، حرفي من ولاية بنزرت في اختصاص صنع المصوغ والحلي.
وتحصلت على الجائزة الوطنية للشبان في الصناعات التقليدية والفنية ميارى عزديني، حرفية من ولاية المهدية في اختصاص صنع منتوجات مزخرفة. كما تم تكريم عدد من الحرفيين.
وألقى رئيس الاتحاد كلمة حيّا فيها المهنيين والحرفيين في قطاع الصناعات التقليدية،
وهنأ المتوّجين والمكرّمين لهذه السنة، وقال أن اليوم الوطني للصناعات التقليدية واللباس الوطني أصبح موعدا هاما ليس فقط للمهنيين بل وللتونسيين الذين يحتفلون به صغارا وكبارا بفخر واعتزاز، معربا عن الأمل في أن يتواصل هذا التقليد ليصبح الاحتفاء بالصناعة التقليدية الوطنية عقلية وهذا رهين القدرة على المحافظة على التراث وتطويره وخاصة بجهود المهنيين باعتبارهم الحلقة الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف.
وأكد سمير ماجول أن قطاع الصناعات التقليدية هو السجل الأبرز لذاكرتنا الوطنية وللحضارات التي مرت على بلادنا، وهو المرجع الأهم للأنشطة والاختصاصات التي اشتهرت ببلادنا على مر العصور، مضيفا أنه عدا البعد الثقافي والحضاري الهام فإن للقطاع أبعادا اقتصادية واجتماعية لا تقل أهمية. فهذا القطاع يمثل أحد عوامل الاستقرار الاجتماعي والتوازن الجهوي باعتباره مورد رزق لمئات الآلاف من العائلات التونسية في كل أنحاء البلاد. وإننا حين نعتني بهذا القطاع فإننا لا نحافظ على تاريخنا وتراثنا فحسب، بل نساهم أيضا في دعم سيادتنا الاقتصادية وفي مزيد ترسيخ السلم الاجتماعية.
وأبرز رئيس الاتحاد أن القطاع مرّ في السنوات الأخيرة بظروف صعبة وخاصة أثناء جائحة كوفيد التي أثرت على السياحة وعلى نشاط المهنيين الذي توقف كليا تقريبا بالنسبة لعشرات الآلاف منهم، وكانت بحق محنة قاسية لا يزال البعض يجر تداعياتها وانعكاساتها، مؤكدا حاول الاتحاد من خلال مساعيه مع الحكومة مساعدة المهنيين لتعدي هذه الظروف وهذه الصعوبات التي عاشوها، ولكن النتائج لم تكن دوما في مستوى الانتظارات .
وأضاف أنه اليوم وبعد هذه الفترة الصعبة نحن نأمل أن يشهد القطاع انطلاقة جديدة. وهذا ممكن لأن بلادنا تزخر بموروث كبير ومتنوع في الصناعات التقليدية ولأن آفاق تطور القطاع حقيقية ودعا رئيس الاتحاد إلى :
° العمل على إنجاح الموسم السياحي حتى يعود بالنفع على كل العاملين بقطاع الصناعات التقليدية وخاصة صغار المهنيين وذلك من خلال حسن توظيف المسالك السياحية وتشجيع السياح على الإقبال على أسواق الصناعات التقليدية في كل ربوع تونس وذلك من خلال إدماج كل مدننا التي لها مخزون ثري من الصناعات التقليدية ضمن المسالك السياحية والتفكير في بعث مسالك جديدة لأن السياحة الثقافية أصبحت اليوم تستقطب الملايين
° تشجيع الابتكار والتجديد وتشجيع الشباب على التعلم والتكوين،
°حماية القطاع والمهنيين من آفة الاقتصاد الموازي والتقليد وعمليات تشويه تراثنا التقليدي.
° مرافقة المهنيين ومساعدتهم في جهودهم للتعريف بابتكاراتهم خاصة على المنصات الإلكترونية والافتراضية، لأن أكبر سوق اليوم هي السوق الرقمية.
° حماية الاختصاصات التي أصبحت مهددة بالنسيان والتجاهل وحتى بالاندثار .
كما استعرض رئيس الاتحاد عددا من مطالب المهنيين راجيا أن تجد طريقها للتجسيد في أقرب وقت ومن أهم هذه المطالب:
° إحداث منظومة تدريب مهني تحت إشراف الديوان الوطني للصناعات التقليدية
° إحداث هيكل يعنى بتزويد الحرفيين بالمادة الأولية وتسويق منتجاتهم بالشراكة مع القطاع العام والقطاع الخاص
° التسريع في قانون نسق تسويق الفضة لحماية القطاع
° مراجعة القانون عدد 17 لسنة 2005 الخاص بالمعادن النفيسة واعتماد المقترحات الصادرة عن أهل المهنة.
وفي ختام كلمته عبر السيد سمير ماجول عن تقديره للجهود التي يبذلها كل من الديوان الوطني للصناعات التقليدية والجامعة الوطنية للصناعات التقليدية بالاتحاد للنهوض بالقطاع، منوها بالمستوى الممتاز للعلاقة البناءة بينهما القائمة على التنسيق والتشاور، وآملا أن يواصلا العمل المشترك خدمة للقطاع وللاقتصاد الوطني.