أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الخميس على موكب إحياء الذكرى 72 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، بضريح الشهيد بالقصبة.

واستحضر رئيس الدولة المسيرة النضالية للشهيد فرحات حشاد وعدّد مناقبه، معتبرا أنه “أب الحركة النقابية في تونس”، وذلك عند تحادثه مع نور الدين حشاد نجل الزعيم فرحات حشاد والامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي.

واستعرض سعيّد بدايات الحركة النقابية في تونس التي انطلقت مع تأسيس جامعة عموم العملة التونسية في 3 ديسمبر 1924 بقيادة “رائد العمل النقابي في البلاد العربية وافريقيا محمد علي الحامي”، قائلا إن “عديد الوثائق والخطب والمواقف جديرة بان تٌعرض للتونسيين حتى يعرفوا تاريخهم الثري”.

وأبرز أهمية احياء مائوية الحركة النقابية الوطنية (1924 / 2024) التي ساهمت في تحرير البلاد من الاستعمار ومكنت في تلك الحقبة العمال من نيل حقوقهم المشروعة، مشددا بالقول إن “العمل سيتواصل لتمكين العمال من حقهم المشروع”.

وأشار في هذا السياق إلى ضرورة احداث “ثورة تشريعية تقطع تماما مع القوانين البائدة التي وضعت على المقاس وأدت إلى استشراء الفساد”، وتضع حدا لكل أشكال التشغيل الهش وتضمن توفير ظروفا تحفظ للعمال حقوقهم كاملة.

ودعا رئيس الدولة إلى العمل المشترك من أجل تحقيق مطالب التونسيين وتجسيد حقوقهم على أرض الواقع، وفي مقدمتها حقهم في الصحة والعمل والتعليم والنقل والتغطية الاجتماعية، مشددا على ضرورة “أن يسترد الشعب التونسي هذه الحقوق”. واستطرد بالقول “العمل كبير اليوم لاستعادة المرافق العمومية التي تم ضربها وتسويتها بالأرض ولتطهير البلاد ممن تلاعب بقدراتها”.

وتولّى قيس سعيّد قبل ذلك وضع إكليل من الزهور على ضريح الشهيد الزعيم فرحات حشاد، وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه بحضور عدد من أفراد عائلة الشهيد حشاد وأعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد. ثم تحوّل رئيس الجمهورية إلى مقر رئاسة الحكومة حيث كان في استقباله رئيس الحكومة كمال المدوري.

ودعا سعيّد في لقائه بالمدوري إلى مواصلة “العمل على تطهير البلاد ومواصلة حركة التحرر الوطني بنفس الارادة الصلبة وبحلول جذرية تقطع مع الماضي وتقضي على الفساد في كل ربوع البلاد وتٌعيد للتونسيين حقوقهم كاملة في كافة الميادين”، حسب تعبيره.