البيان/بقلم الحبيب العربي

الصّدفة ساقت لي قبل قلبل على الفايسبوك صورة نشرها المصور الكبير رضا هميمة للسيد الهادي الجيلاني، الرئيس السابق للإيتيكا والترجي الرياضي التونسي والمدير المسؤول لجريدة البيان، أكثر جريدة أسبوعية انتشارا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي..


وبالمناسبة، انا أذكر أن سي الهادي الجيلاني كان قليل التدخل في العمل الصحفي للجريدة كما أنه كان حاميا للصحفيبن العاملين كلما جدّ أمر ما..
من ذلك مثلا أنه تم تكليفي ذات صائفة من طرف الصحفي القدير الهادي السنوسي، رئيس القسم الرياضي في الجريدة، بتغطية الدورة المغاربية التي كانت تنظمها سنويا جريدة “لابراس” في ملعب زويتن..
وفي إحدى المقابلات، كان النادي الإفريقي في مواجهة فريق شباب إلكترونيك تيزي وزّو الجزائري..
يومها حضر جمهور باب الجديد بإعداد غفيرة.. وحضر جمهور الترجي بالمثل..
في الشوط الاول كان الإفريقي متقدما في النتيجة بهدف لصفر..
وفي الشوط الثاني تكفل احباء الترجي بتشجيع فريق تيزي وزّو فثار هذا الأخير على الإفريقي بعد أن شعر كأنه يلعب على ميدانه..
عدّل..
لكن زملاء الهادي البيّاري انتصروا بصعوبة ومروا لنهائي البطولة المغاربية..
يومها انا كتبت في ركن “اقرأ” المقابل لركن “واحفظ” الذي كان يكتبه أسبوعيا الصحفي الكبير منصف الغلّوسي، وقلت ناقدا جمهور الترجي ما معناه انه ما كان عليه تشجيع الفريق الجزائري ضد الإفريقي لأن فريق باب الجديد كان يلعب باسم تونس وتحت رايتها..
يومها، جمهور الترجي هاج وماج واتصل بالسيد الهادي الجيلاني، رئيس جمعية باب سويقه، طالبا منه إبعادي عن الجريدة..
فهل تدرون ماذا كان موقفه ؟..
هو اتّصل بالسيد مدير تحرير الجريدة، الصحفي الكبير الهادي الباهي، وقال له:
قل للصحفي الحبيب العربي أن يواصل عمله وأن يمضي مقالاته في الاعداد القليلة القادمة باسم مُستعار حتى لا يحرجني أكثر مع جماهير فريق باب سويقه الذي أترأسه..
وفعلا ذاك ما كان..
وذلك هو الهادي الجيلاني الذي لا “يبيع” جماعته إرضاءً للشهوات..
أمر آخر حدّثوني عنه بشأن الهادي الجيلاني لما كنت مديرا لمستشفى تاجروبن من ولاية الكاف ذاكرين مدى تعاطفه مع مناطق الظل في بلادنا وتدخّله بالإنجاز الصناعي..
روَوْا لي عنه فقالوا :
ذات مرة زار ولاية الكاف كما كان يزور كل ولايات الجمهورية من حين لآخر، فاقترحت عليه السلط الجهوية الاستثمار صناعيا في عروس الشمال الغربي، ولاية الكاف…
فلبّى النداء وأنجز مصنعا للملابس الجاهزة المعدة للتصدير في إطار قانون 72 بمنطقة “جبل سلاطه” ما بين تاجروين وقلعة سنان وبنى من حول المصنع مساكن شعبية تجاوزت المائة في عددها أقام بها عمال المؤسّسة ثم أسمى المنطقة بالتنسيق مه السلطات الرسمية “منزل سالم” حيث بنى فيها مدرسة ومستوصفا وعبّد الطريق المؤدية للتجمع السكني الجديد برُمّته..

يقال “إنما المرء حديث من بعده”..
وهذا بعض حديث عن الهادي الجيلاني وهو ما يزال بيننا وربنا يطيل في أنفاسه ويمتّعه بالصحة والعافية..