الكاتبة التونسية والفنانة التشكيلية رجاء بن موسى
أكان طوفان نوح
قد ساير الظّلال
واغتال درنة
قبل القارعة والأوان
فبارود المختار
قد اهتز مقاومة
وقدم لثعلب الصّحراء درسا
أن دماء الشّهيد حبر لكلّ فارس
عربيّ
فقيمتي في بلادي ولا خشوع
للغدر والنّكران
فلم أخفيت يا مقلتي البراعم سواقي
الدّموع
فسيلان الوديان أعظم من الكتمان
كنت يا زهرة الحنٌاء قد تغنيّت
بسوالف الغزلان ذكرى لكلٌ ربيع
فلم قطفت أيها الغادر نشيد عبير
الشلّال والأرجوان
موسم النمل وحبات القمح
وعشّ الخطّاف
فتلك مريم قد أينعت زهرا حوليا
بودريا بين خطوط الكثبان
وقد دسّت رنيم الأقحوان عربونا
لفارس الأحلام
والأنوار ترقص على أوتار النّوبة
فرحة الطبل والمزمار
وتشهد للقفف ما تحمله من هدايا السلطان
حنّة ونسري وريحان
وعقود اللؤلؤ والمرجان
ومسك وبخور وعسل الليالي والأيام
فلم أيقضت أيها الغادر حلم الزهر
فوق الجبال
ولم بعثرت بسمة القمر فوق
تيجان الخلان
حتى تسقط حبّات المرجان
وتتدحرج عقود الؤلؤ
وتدقّ قروع الطبل ابتداء الحرب
وموت الغزلان
لتنحني الكوفيّة لهول الزّمان
وان كان الخناق والدبلج قد أباح
كبرياء النّرجس عبر حكايات
الأيام
وتكليلة قد بقت بين ثنايا العيدان
خالدة لزهرة الرّمان
وقد سجدت لها اللبّة والبيزوان
ذكرى لظبي الجبال
ونسج لها الكتّان قربانا من
التستمال
والقفطان وتحيّة لبسكل قد غنّى له
الدنادش عزّة سيّد الفرسان
ولمقام الصّحابة سلاما
من نور النّبيً عليه السّلام
فلأمير برقة زهير ابن قيس البلوي
والمنصور الفارسيّ
ذكريات لغزوات الرّماح والخيول
ضدّ الرّومان
ونشرهم للشّهادة والإيمان
فالدّقّات الثّلاث ستشهد أن قناع
المكر والضحكات الخادعة
هي التّي أطاحت بدرنة وهي ساجدة