نشأ في أسرة تمتلك مئات الأفدنة لأب يجيد الإنجليزية، درس الطب في لندن وتم استدعاء والده ليتولى العمودية بقريته مع بوادر الحرب العالمية الأولى. فتزوج وأنجب خمسة أبناء وكان عبد الله أصغر أبنائه.
وفاة والده وهو صغير
توفي والده وهو لا يزال صغيراً فاستمر في دراسته بالقرية إلا أنه كان تلميذاً شقياً يحب الهروب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية وبصعوبة حصل على الإعدادية ثم الثانوية وظل بعدها يعمل بالزراعة ويشرف على أرضه مدة عشر سنوات ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية بإشراف أخيه حمدي غيث الذي عمل أستاذاً بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس.
عرف عنه أنه أفضل من قدم المسرح الشعري.. فقد رشحه عميد المسرح يوسف وهبي ليخلفه على خشبة المسرح وبكت عليه جيهان السادات عندما مات في «الوزير العاشق». رفض التنازلات الفنية ليظل أحد أبرز نجوم المسرح العربي طوال خمسين عاماً.
التحق عبد الله غيث بالمسرح القومي وهو لا يزال طالباً في المعهد ولم يصادف أي مشكلة في دخوله عالم الفن. حصل على ديبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1955، ثم تتلمذ على يد شقيقه حمدي غيث وعمل بالتلفاز، له مشوار فني حافل بالعديد من المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية التي برع في أدائها حتى كاد ألا يخرج عنها في أواخره.
المسرح الكلاسيكي
بدأ عبد الله غيث عمله في المسرح القومي بأعمال كلاسيكية مترجمة وصلت إلى مئات المسرحيات منها: «وراء الأفق» و«حبيبتي شامينا» و«الخال فانيا» و«دنشواي الحمراء» و«كفاح شعب» و«مأساة جميلة» و«تحت الرماد» و«الدخان» و«الكراسي» و«الوزير العاشق» و«مرتفعات وذرنج» و«ملك القطن» و«آه يا غجر» و«الزير سالم» وكثيراً ما كانوا يرشحونه للأدوار الصعبة.
البطولة في المسرحيات الشعرية
وتلا ذلك قيامه بأدوار البطولة في معظم المسرحيات الشعرية فاستحق عن جدارة لقب النجم الأول على مستوى الوطن العربي للمسرح الذي يؤدي شعراً وكان من قبل يفني.. لم يكن يحلم بأن يكون مهندساً أو محامياً وانحصر حلمه في شيئين: الفلاحة أو الفن. فقد كان يعشق الريف ولا يجد نفسه على حقيقتها إلا في قريته وهو يرتدي الجلباب ويجلس على المصطبة تحت الجميزة في الغيط على شاطئ الترعة بعيداً عن المظاهر والشكليات.
ترشيح للعمودية ولكن…
وكان يتردد مرتين في الأسبوع على قريته ما جعله يشارك أهله وجيرانه كفاحهم والتعرف على مشاكلهم ومتاعبهم وآلامهم وأمانيهم ولذلك منحوه الحب والثقة ورشحوه للعمودية بعد وفاة والده وأخيه الأكبر. وعندما أعلن موافقته المبدئية على المنصب أضيئت المنازل في الريف ترحيباً بهذه الموافقة، ولما شغله الفن عن تولي العمودية ساهم في توليتها لابن عمه.
أفلام قليلة
بدأ الفنان عبد الله غيث مشواره السينمائي في العام 1962 في فيلم «لا وقت للحب»، والعام 1963 «رابعة العدوية»، والعام 1964 «ثمن الحرية»، و«أدهم الشرقاوي».
لم يشارك عبد الله غيث إلا في عدد قليل من الأفلام أشهرها: «أدهم الشرقاوي» عام 1964، و«حكاية من بلدنا» و«السمان والخريف» و«جفت الأمطار» و«الحرام» وكان لفيلم «الرسالة» العالمي وضع خاص.
ويرجع سبب قلة أفلامه إلى عدم استعداده لتقديم أي تنازلات، وكان يدقق في ما يختاره ويناسبه من الناحية الفنية فظل يمارس الفن بروح الهواية ولم يستطع أحد منافسته خاصة في نوعية الأدوار التي يختارها.