تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم غدا السبت صوب استاد “أتاتورك” الأولمبي بمدينة اسطنبول التركية لمتابعة المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين فريقي مانشستر سيتي وانتر ميلان.
وتجتذب المباراة النهائية لدوري الأبطال اهتماما كبيرا دائما كونها الختامية لأقوى بطولة قارية للأندية على مستوى العالم، ويضاعف من أهميتها هذه المرة مستوى الفريقين وحاجة كل منهما إلى اللقب.
وواصل مانشستر سيتي مسلسل تألقه الذي بدأ قبل سنوات وقدم الفريق موسما متميزا على المستويين المحلي والأوروبي، وتوج الفريق انطلاقته المحلية بثنائية الدوري والكأس؛ حيث فاز بلقب الدوري الإنقليزي للموسم الثالث على التوالي والمرة الخامسة في آخر 6 مواسم.
كما حصد مانشستر سيتي بقيادة مديره الفني الإسباني جوسيب غوارديولا لقب كأس إنقلترا بالفوز على جاره مانشستر يونايتد 2-1 في المباراة النهائية للبطولة.
وشق الفريق طريقه بشكل متميز إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبية حيث أطاح في طريقه بأكثر من فريق قوي،
وكان أحدثهم ريال مدريد الإسباني حامل لقب البطولة بالتغلب عليه في نصف النهائي.
والآن، يتطلع “سيتي” إلى استكمال الثلاثية التاريخية (دوري وكأس إنقلترا ودوري أبطال أوروبا) من خلال الفوز بلقبه الأول في دوري الأبطال.
وفي المقابل، يتطلع انتر ميلان إلى حصد اللقب الثالث في الموسم الحالي أيضا بعد الفوز في جانفي الماضي بلقب كأس السوبر الإيطالي من خلال التغلب على جاره ميلان 3-0 في العاصمة السعودية الرياض، ثم توج الفريق مؤخرا بلقب كأس إيطاليا بالفوز على فيورنتينا 2-1 في النهائي.
ويأمل انتر ميلان في التغلب على مانشستر سيتي غدا والفوز بلقبه الرابع في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال.
وسبق لانتر ميلان أن أحرز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس إيطاليا ودوري الأبطال الأوروبي) في موسم 2009-2010 بقيادة مديره الفني السابق البرتغالي جوزيه مورينيو.
ويلتقي مانشستر سيتي وانتر ميلان للمرة الأولى في المباريات الرسمية، ولكنها قد تكون واحدة من أكثر المباريات أهمية في تاريخ الفريقين، حيث يطمح الأول إلى تحقيق الثلاثية التاريخية ويتطلع الآخر إلى تعويض خروجه صفر اليدين من الدوري الإيطالي هذا الموسم واحتلاله المركز الثالث في المسابقة خلف نابولي ولاتسيو.
ويخوض مانشستر سيتي المباراة النهائية للمرة الثانية؛ حيث سبق له خسارة النهائي أمام تشيلسي 0-1 في 2021، ولكن الفريق اكتسب خبرة كبيرة من مشاركاته في البطولة عبر السنوات الماضية، واكتسب دفعة هائلة من اجتياز فريقي بايرن ميونخ الألماني في ربع النهائي وريال مدريد في نصف النهائي.
ويخوض انتر ميلان النهائي للمرة السادسة في تاريخه حيث توج بطلا 3 مرات وخسر النهائي مرتين سابقتين، وكان آخر ظهور له في النهائي قبل مباراة الغد خلال نسخة 2010 عندما توج باللقب على حساب بايرن ميونخ.
وقال غوارديولا، الذي توج مع برشلونة الإسباني بلقب دوري الأبطال في 2009 و2011 : عندما تبلغ نهائي دوري الأبطال، يجب أن تحتفل. خوض النهائي أمام فريق إيطالي، ليس أفضل هدية دائما. انتر ميلان فريق يستطيع المنافسة بقوة.
وقال سيموني إنزاغي المدير الفني لانتر ميلان: بالنسبة لنا، كان التأهل للنهائي حلما، ولكننا كنا نثق دائما في إمكانية تحقيقه، أفتخر بوصولنا للنهائي، ما من شخص منحنا أي شيء، نستحق كل ما حققناه، والآن، تحقق حلم اللعب في النهائي، كان طريقا استثنائيا نحو النهائي، والفوز بالديربي في نصف النهائي منحنا قناعة خاصة” في إشارة للفوز على ميلان في نصف نهائي دوري الأبطال.
وقدم كل من الفريقين مسارا مميزا في الطريق للنهائي وحقق مانشستر سيتي 7 انتصارات وتعادل في 5 مباريات ولم يخسر أي مباراة، وسجل لاعبوه 31 هدفا فيما اهتزت شباكه 5 مرات فحسب.
وكانت مسيرة الفريق في دوري الأبطال امتدادا لتألقه في البطولات المحلية على مدار الموسم.
وحقق انتر ميلان في طريقه للنهائي 7 انتصارات وتعادل في 3 مباريات وخسر مباراتين، وسجل لاعبوه 19 هدفا مقابل 10 أهداف اهتزت بها شباك الفريق.
وبالرغم من معاناة الفريق في بعض الفترات بالدوري الإيطالي خلال هذا الموسم، قدم انتر ميلان مسيرة متوازنة ومتماسكة في دوري الأبطال واجتاز أكثر من عقبة صعبة في الطريق للنهائي.
ويعول مانشستر سيتي على خبرة غوارديولا الكبيرة في دوري الأبطال، وكذلك الخبرة التي اكتسبها أكثر من لاعب بالبطولة مثل البلجيكي كيفن دي بروين.
كما يضع الفريق آمالا عريضة على القدرات التهديفية للاعبه النرويجي الشاب إيرلنغ هالاند، الذي توج هدافا للدوري الإنقليزي في أول موسم له مع الفريق كما يتصدر قائمة هدافي دوري الأبطال حتى الآن برصيد 12 هدفا.
كذلك يعتمد انتر ميلان على خبرة مدربه سيموني إنزاغي وإجادته التعامل مع المباريات النهائية، وكذلك القدرات التهديفية العالية لمهاجمه الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، الذي سجل 25 هدفا في 49 مباراة خاضها مع انتر ميلان في مختلف البطولات هذا الموسم كما يشكل اللاعب ثنائيا متميزا في هجوم الفريق مع البلجيكي روميلو لوكاكو..