لا يكاد غلاء الأسعار يستثني أيّ مادة استهلاكية سواء من المواد المصنّعة أو من الخضراوات والغلال دون الحديث عن اللحوم بجميع أصنافها.
ومع انطلاق موسم القنارية، التي تستخدم في إعداد العديد من الأطباق الشهية، تفاجأ المستهلكون بغلاء أسعارها على خلاف العادة.
وبلغت أسعار “ربع قنارية” (ثلاث حبات) خمسة دنانير للنوع الابيض، وتجاوزه بالنسبة للصنف الأحمر، وفق ما أكّده العديد من المواطنين.
ويفسّر عضو المكتب التنفيذي بإتحاد الفلاحة بالجديدة محجوب البجاوي هذا الغلاء بارتفاع كلفة الانتاج التي تضاعفت بثلاث مرات خلال السبع سنوات الأخيرة، وفق تأكيده خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح الناس”.
وارتفعت كلفت إنتاج الهكتار الواحد من القنارية من 4 آلاف دينار إلى 12 ألف دينار، وفق تأكيد محجوب البجاوي الذي أكّد أن ارتفاع الكلفة يعود بالأساس إلى ارتفاع أسعار الأسمدة على غرارالأمونيتر والبوتاسيوم، منتقدا عدم وجود رقابة على هذه المواد، حسب تصريحه.
كما تقلّصت المساحات المزروعة بنحو 1000 هكتار، وفق البجاوي، نتيجة نقص المياه في عدد من مناطق الانتاج التي تقع على وادي مجردة خاصة بين منطقتي طبربة والقلعة.
وتراجعت المساحات الجملية المزروعة إلى حوالي 3000 هكتار، مقارنة بالموسم الماضي.
وتعدّ ولاية منّوبة من أبرز الجهات المنتجة للقنارية وتليها ولاية بنزرت وخاصة في جهة أوتيك، وتتبعها ولاية أريانة حيث تتم زراعة القنارية خاصة في قلعة الأندلس وسيدي ثابت.
وتنتج تونس صنفين من القنارية البيضاء والحمراء (أو البنفسجية)، ويُوجّه الصنف الأخير بالأساس نحو التصدير باتجاه إيطاليا.
مهرجان القنارية
ويقام سنويا مهرجان للقنارية بالجديّدة من ولاية منوبة، الذي تنظمه جمعية “الابداع” تحت اشراف ولاية منوبة والاتحاد الجهوي للفلاحين، وبدعم من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وقد انطلقت فعالياته عشية أمس الأحد بلوحات فرجوية في الفروسية التقليدية والفنون الشعبية التي تابعها جمهور غفير من مختلف الشرائح العمرية بالساحة المحاذية لمفترق القنارية.
ويضمّ برنامج المهرجان عروضا فنية، وحصّة تذوق للأكلات المحلية والوطنية التي تحتوي القنارية.