موعد سنوي لتزويق الأبواب العتيقة وإعادة الحياة لها بعد سنين من الصمود
باقتدار وثبات من أجل صنع الإضافة في المشهد الثقافي والشبابي باكودة، عاد طموحنا لصنع الإستثناء والمساهمة في الارتقاء بقيم التطوع في أبهى تجلياتها بمدينة التاريخ والعراقة أكودة، حيث كان يوم الأحد الفارط الفصل الأول من انطلاق الموسم الرابع من المشروع التطوعي “ترميم القديم” الذي عرفت فكرته التأسيس بداية من مارس 2022 بحومة “الرمل” من قبل هيئة الصالون الثقافي الشجرة بأكودة بفضل تعاون جمعياتي من خلال جمعية المواطنة والعمل التطوعي، إلى جانب نادي الكرة الحديدية أكودة اضافة إلى دار الشباب والتنسيق البلدي الإيجابي في اوٌل موسم لهذه المبادرة. ثم شهد هذا المشروع الإستثنائي رغبة من عدد من المهتمين بالشأن الشبابي متمثلا في جمعية التضامن والتبادل للتنمية قصد المساهمة من موقعها في إنجاح الفكرة، فاتسعت رقعة التدخلات لإعادة الضياء للجانب الماضوي البهيٌ لأبواب ديارنا العتيقة التي باتت مهملة وتآكلت بمرور الزمن وفقدت بالتالي رونقها واقتلعت معظمها ليقع استبدالها بأبواب حديدية لا تمتٌ لتراثنا وعراقة تقاليدنا بأي صلة أو ارتباط، من ذلك حرص المهتمين بالمشروع على المواصلة والإستمرارية بنفس الجدية ودرجة الوعي بالأهداف السامية التي انبثقت عنه لصنع الإضافة المرجوة والمساهمة في الجانب التنموي المحلي للنهوض بمعمار أجدادنا ووضعه نصب اعيننا حتى لا يتجاوزه الزمن ويضحى طيّ النسيان.
لذا وبرغم الإجهاد وصعوبة المهمٌة، استطعنا رفقة مجموعة شبابية قادمة من جمعية التضامن والتبادل للتنمية ASED n، ان ننجز الشوط الاول من الموسم الرابع للمشروع التطوعي “ترميم القديم” بحي “جناين الحمٌام” بمدينة أكودة، حيث كان في الحسبان ان نتوجه لترميم باب دار شرف الدين، إذ صُدمنا بالوضع المزري للباب وما يحيط به ولم نتمكٌن من التدخٌل نظرا لصعوبة العمل في محيط الدار، فقرٌرت مجموعة التدخل التوجه فورا بنفس الحيٌ إلى منزل آخر كان بابه يستدعي منا ان نتجنٌد جميعا ونضع اليد في اليد ونرسم مخططا ثانيا ومستعجلا لحفظ ما تآكل من باب عتيق مهترئ وإنجاز ما اتينا من أجله ، فوجدنا كل الاستعداد ورحابة صدور شباب يتقد حماسا ورغبة لصنع الإضافة ويكون بالتالي إيجابيا وفاعلا وخاصة متضامنا.
عزمنا جميعنا وفي وقت قياسي على رفع التحدي أمام انظار المارٌين الذين توقفوا بدل المرة ألفا وربٌتوا على الفكرة واستحسنوا هذا التدخل الذي صنع الإضافة المرجوٌة ليبقى راسخا في اذهاننا هذا المدٌ التطوعي والعطاء بلا حدود ويتجلٌى دون منازع النجاح الساحق للعمل الجماعي.
الشكر الموصول للشباب على التعاون المجدي صحبة متساكني الحي المتعاونين والمتطوعين الرائعين فتيانا وفتيات من تونس وفرنسا،.. لتستمرٌ على قدم وساق حملة الترميم التي تعاود الرجوع في الاسبوع الثالث بعد انقضاء شهر رمضان عبر بوٌابة حومة دار “القدوس” التي تحتوي على عديد الأبواب القديمة.
جلال باباي