*حين تحوّل الفنانة زاوية الرؤية نقتطف معها دهشة مغايرة
ما انفكت الفنانة التشكيلية لمياء بن الشيخ ابراهيم منذ تخطيها عقودا من الزمن في رحلتها مع الفرشاة والقماشة ان تشكٌل من تجاربها الفنية ومعارض الرسم الشخصية او الجماعية التي تقيمها وتشارك فيها خيطا رابطا ينحت مسارها الفني الإستثنائي و تصنع رؤيتها الإبداعية المخصوصة، وها هي بعد وقفة تأمل معقولة من تجربتها السابقة، تخاتل مطافا آخر من رحلتها المدهشة مع الرسم وتتوصٌل من ان تقيم معرضها الشخصي الجديد بعنوان:” تغيير وجهة ” حيث خيٌرت له من الفضاءات “دار سيباستيان” في المركز الثقافي الدولي بالحمامات وذلك بداية من 21 مارس ليتواصل إلى حدود 7 أفريل 2024، هذا وقد ضمٌ محتوى المعرض قرابة 25 لوحة فنية تراوح تقنياتها بين التقنيات المعتمدة في أعمال لمياء بن الشيخ ابراهيم التي خلت حيث لم تحد عن التوجه السابق لها فلاحظنا حضور مادة الأكرليك مع تقنية مزدوجة وتوظيف المادة كمعادل تشكيلي مع الريزين وهي مادة شفافة عازلة أساس توظيفها ذو بعد رمزي دلالي ايحائي.
المعرض اساسا يطرح قضايا مجتمع ولوحاته هادفة المحمل تراوح بين الاحالة واعادة التقديم في تعبير تشكيلي اساسه الرمزية والاشارة . أما فيما تعلق بالتسمية فتشمل اختيارات ذات وجهتين وجهة تعبيرية ذاتية و وجهة تشكيلية بحتة تتفق في منحى واحد وهو الاختيار هو القرار النهائي. أمٌا مضامينها فهي تتماهى بين المشاعر الإنسانية المتداخلة بين أفق من بهجة منفلتة أو حزن رابض بين جنبات القلب الجريح او قل إبحار على عتبات موانئ مكتظة بأزرق شفاف يفتح لخطانا مسارات للإسترشاد عن الخلاص تحت جنح شمس خجولة خلف غيمة خريف شحيحة.. ما يمكن الاعتراف به أنه تبقى العديد من التأويلات والقراءات في شان ما أثثته وهندسته أنامل الفنانة لمياء بن الشيخ ابراهيم التي تشدٌك إلى أعمالها شدٌا صارما بحثا عن إجابة تطفأ شغف وعطش السؤال المعلٌق بين العقل والفؤاد.