بنزرت/ من الحبيب العربي وأنا أتجول عشية يوم أمس بين نصبات سوق “من المنتج الى المستهلك” في قلب مدينة منزل بورقيبة وأرى ذلك الإقبال الكبير من طرف المواطن على كل معروض من المنتجات الغذائية تساءلت: – لماذا ليست هناك أسواق مماثلة في المدن الكبرى بالولاية مثل بنزرت وماطر وراس الجبل وغيرها ؟.. فجاءني الرد من أحد المعروفين بغيرته المفرطة على “المنزل” قائلا : – مثل هذه المشاريع لا ينجرها إلا أهل المدينة بمبادراتهم والسلطة تبارك ذلك.. فعلا هو الأمر كذلك في منزل بورقيبة حيث انطلق الإعداد لمشروع سوق رمضان “من المنتج إلى المستهلك” منذ أشهر ببادرة من الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والبلدية والمعتمدية، بمباركة من الولاية.. وما إن حل بيننا شهر رمضان الكريم حتى كانت الخيمة جاهزة لاحتضان العارضين من الفلاحين والتجار والمستهلكين من أبناء عاصمة الفولاذ وما جاورها.. ففي هذه السوق، يقف في كل يوم رموز السلطة المحلية يتقدمهم المعتمد، زياد حرز الله، ورئيس الإيتيكا الجهوي، فوزي البجاوي، وأحد ممثلي المجتمع المدني، رمزي الهمامي، مراقبين ومتابعين لإقبال الشارين.. وفي هذه السوق، ما عدا الأسماك والأجبان، يتوفّر كل ما يملأ قفة المستهلك في هذا شهر رمضان الكريم بأسعار تفاضلية تدحر الإحتكار وتنبذ الترفيع المشط في مقاديرها.. حوالي خمسين عارضا بالسوق الرمضانية بمنزل بورقيبة بين خضر وغلال ولحوم حمراء وبيضاء.. الموز الملكي والتفاح “الفاوح” سيدا الغلّة في هذا الموسم متوفران في “نصبتين” على الأقل بالتسعيرة التي حددت الدولة أقصاها، 5 د للكيلوغرام الواحد من البنان و4.5 د للتفاح.. هذا إلى جانب التمور والقوارص المختلفة.. حتى الفخار حاضر بالسوق… وكل هذا خدمة للمنازلية وتيسيرا لتوفير ما يحتاجونه من مواد غذائية بأسعار في المتناول.. أحد المتيّمين بحب الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة قال لي في ختام زيارتي لهذه السوق : – قل لهم اننا نريدها سوقا قائمة على مدار العام، سوقا لا تنتهي بنهاية شهر رمضان لهذا العام.. اللهم إنا قد بلّغنا.