بنزرت: من الحبيب العربي
تعيش مدينة بنزرت منذ 17 جويلية المنقضي على وقع سهرات الدّورة 41 من مهرجانها الدولي..
كل شيء كان يسير عاديا في كل سهرة من جميع النواحي..
تنظيم محكم…أمن مستتب.. ظروف مريحة لكل من يقصد سهرات مسرح الهواء الطلق “حافظ عيسى”..
وأسعار في المتناول بالنسبة لمعظم الحفلات..
يُذكر أن إدارة جمعية المهرجان اختارت لدورة هذا العام ألا يكون فيها فنانون ومنتجون من غير أبناء تونس وهو خيار صائب قي اعتقادنا ليقيننا أن كل من يأتوننا من الشرق او من الغرب إنما هم بلا جديد.. وإنتاجهم لا يجعلهم يرتقون لمرتبة الفنانين الكبار فهم في معظمهم من صنع شبكات دعائية تغزو تلفزات كل العالم العربي..
الحدث الخسيس..
لحد اول امس 30 جويلية 2024 كان كل شيء يسير عاديا وعلى ما يرام بالنسبة لهيئة تنظيم دورة هذه الصّائفة..
سهرة الإثنين الماضي كانت ثاني سهرة تقرها هيئة المهرجان لواحد من أبناء ولاية بنزرت..
فبعد سهرة الإفتتاح ونجاحها بامتياز وقد أحياها الفنان الكبير محسن الماطري، ابن بنزرت، جاء الدور على مغنّي الرّاب “سامارا”، ابن منزل بورقيبة..
سامارا نجح في السابق في عديد العروض التي قدّمها في فضاءات وأماكن مختلفة، ولذلك أعضاء هيئة المهرجان منّوا أنفسهم معه بسهرة شبابية ناجحة، وقد وفروا كل ما يجب لهذه السهرة كي يحضر الشباب بالآلاف “فيصنعون جوّهم” فوق المدارج..
وفعلا، كان الإقبال كبيرا حيث حضر في فضاءي الكراسي والمدارج الإسفلتية ما ببن 7 و8 آلاف متفرج، معظمهم شباب، لكن بينهم الأباء والأمهات الذين جاؤوا مرافقين لبناتهم على الخصوص..
أسعار التذاكر كانت مرتفعة نسبيا، 30 و50 د، ومع هذا كادت كل التذاكر أن تنفد، وقد بيع الكثير منها في السوق السوداء الموازية بأسعار جد مرتفعة..
هي سهرة سامارا يشاركه فبها ضيف الشرف جوجما..
السهرة انطلقت في حد الساعة التاسعة و45 دقيقة أي قبل موعدها المعلن بربع ساعة..
الكل “شايخ” تفاعلا مع ما يسمع وما يرى فوق الركح..
لحد صعود سامارا..
سامارا أكثر من الحديث مع الجمهور..
وفيما هو “متخمّر” بما يؤدّيه وسعيد بالجمهور الكبير الذي حضر له، رمى أحدهم على الركح قارورة ماء بلاستيكية فارغة..
سامارا رفض الحركة جملة وتفصيلا وغادر الركح والجماهير تصفّر وتدعوه للعودة إلى الركح وتواصل سهرته..
هنا تدخّل رئيس جمعية المهرجان ومدير دورته الحالية، لطفي الصفاقسي، مخاطبا الجمهور كي يكون أكثر انضباطا في تعامله مع المغنّي..
ثم أعاد سامارا ليواصل السهرة..
للأمانة نقول أن الحق مع سامارا حين غضب ممن رمى أمامه قارورة الماء معتبرا أن المقصود بالحركة إهانته..
لكن هل كان من حقّه أن يرد الفعل على الفور وبتلك الشاكلة، أي مغادرا الركح ؟!..
ذاك هو تساؤلنا الأول في مقالنا هذا..
عاد إذن سامارا يغني ويرقص وجماهير متابعيه منتشين معه.. وذلك إلى حد ما قبل نهاية السهرة بعشر دقائق..
أحدهم، مرة اخرى يرمي بقارورة أخرى على الركح..
هنا كان رد فعل سامارا أكثر حدة من ردة فعله في المرة السابقة حيث قال ما قال وهو فوق الركح مختتما كلامه بالقول “وفات السهرة” ثم غادر بدون رجعة..
هل كان من حق سامارا أن يتصرّف بذلك النحو في تفاعله مع للحركة الخسيسة التي قام بها بالتأكيد متفرّج خسيس؟!..
لا نعتقد ذلك بالمرة..
هل كان من حقه إعلان انتهاء السهرة على الفور وهو مازال لم ينه وقته المتفق عليه دون الرجوع لهيئة المهرجان ولرئيس المهرجان ؟!..
لا أحد يوافقه على قراره الأحادي الجانب ابدا..
وبذلك انتهت السهرة قبل وقتها بدقائق قليلة بقرار من المغنّي سامارا فكان رد فعل جمهور الشباب الحاضر بالآلاف كما ذكرنا، كان في رده الكثير من الغضب عبّر عنه برمي القوارير من المدارج الإسفلتية العليا، وكلها سقطت بين جماهير الكراسي المقتطعة تذاكرها من فئة 50 د..
سامارا من ناحيته غادر على الفور وبسرعة فضاء المهرجان دون أن ينتظر الإعلاميين ليسألوه حقيقة ما حدث وسر اتخاذه قرار إنهاء الحفل بمفرده..
غادر سامارا والفرقة المصاحبة له وخلف وراءه هيجان جمهور الشباب الذي اعتبر أن سامارا لم يفه حقه في السهرة ولم يحترمه أصلا..
فهل هكذا يكون تصرف مغنّي في مستوى شهرة سامارا ؟..
هل هكذا يرد الفعل المغني على حركة قام بها نفر واحد وهو أمام جماهير جاءته بالألاف ؟!..
ما أتاه سامارا من رد فعل غير سليم خلف وراءه صورة سيّئة عن مهرجان بنزرت الدولي وعن القائمين عليه..
فهل هكذا يمكن لمغني ابن الجهة أن يكافئ إدارة المهرجان التي مكنته من فرصة الإلتقاء بمتابعيه وقد جاؤوا بالألاف؟؟..
في أغقاب كل ما حدث وما حصل هناك تساؤل آخر يطرح نفسه:
هل أخطأت إدارة المهرجان في تقديرها قيمة عرض سامارا حين تعاقدت مع هذا الأخير؟..
كلمة أخيرة في حق القائمين على المهرجان وهم منتخبون باستحقاق في جلسة انتخابية علنية..
رئيس هيئة المهرجان رجل جمعياتي بامتياز..
أينما حط الرحال كان ناجحا..
ثم هو سبق له ان تولى خطة مدير هذا المهرجان نفسه.. ومعه، قبل حلول ما يسمونها ثورة، عرف المهرجان نقلة نوعية..
السيد لطفي الصفاقسي اختار له في الهيئة وفي لجنة تنظيم الدورة 41 الحالية شخصيات شبابية في معظمها تتقد نشاطا وحيوية..
وهم جميعا أمّنوا كل السهرات السابقة بامتياز..
فحرام أن حدث في سهرة الراب الأخيرة ما يسيء لهم بهذا الشكل، حيث تناقلت وسائل الإتصال الإفتراضي فيديوهات رمي القوارير بذلك النحو.. واسمع يا من لم تسمع، حدث هذا في مهرجان بنزرت..
رئيس الجمعية ومدير الدورة قال في تصريح أول عاجل أن هناك من يريد بالمهرجان سوءا..
كما قال في حديث آخر بعد يوم من تاريخ الحادثة “مهرجاننا ناجح بامتياز في دورته الحالية وما حدث في سهرة سامارا لن يمنعنا من مواصلة عروضنا المقبلة مشيدا في الآن نفسه برجال الأمن الذين تألقوا في تأمين كل العروض السابقة حتى انها دارت جميعها دون أي إشكال..