في سهرة رمضانية متميزة, وفي إطار تثمين التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي والتعريف بفحول حفظة التراث المنطوق نظمت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالشراكة مع بيت الشعر التونسي والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بڨبلي في ليلة السبت 8 أفريل 2023 سهرة رمضانية عانقت الروعة في الإبداع والإمتاع خصصت أغراضها للإحتفاء بالشعر الشعبي تحت عنوان “جذور” وقد إحتضن فعاليات هذه الملحمة الشعرية الشعبية فضاء متحف الصحراء بدوز وذلك بحضور منير كمون الممثل الجهوي لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالجنوب وأنيس الأسود ممثلا عن الوكالة ومحمد عبد السلام دحماني معتمد دوز ونصرالدين الشابي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بڨبلي وأحمد شاكر بن ضية مدير بيت الشعر التونسي الذي أدار فعاليات هذه السهرة بإمتياز وذلك بمشاركة نخبة قيمة وهامة من الشعراء الشعبيين أصيلي دوز نذكر منهم الناصر بن عون ومحمد الملوح بنلطيف والطاهر البيخة ومحمد بن عمر وغيرهم ناهيك وأن أبناء دوز كلهم شعراء بالفطرة وقد توارثوا فن الشعر أبا عن جد.
وقد تخللت فعاليات هذه التظاهرة الشعرية مراوحات موسيقية أثثها عازف الناي سعد بن خليفة ليتعاقب على على مصدح التظاهرة الشعراء واحد تلوى الٱخر فأبدعوا وتألقوا وأمتعوا الحضور بجواهر ونفائس الشعر الشعبي وصنعوا ” الحدث” بإمتياز في سهرة أعادت لأذهان الحضور الذي غص به فضاء متحف الصحراء بدوز روائع ملاحم شعراء دوز الأفذاذ الذين أبدعوا شعرا شعبيا في حب الوطن في زمن الإستعمار وأخذ منهم أحفادهم المشعل وواصلوا على درب الفواصل الشعرية الشعبية إلى يوم الناس هذا وهذا ليس بغريب أن يطلق عن بوابة الصحراء دوز لقب “مدينة العشرة آلاف شاعر”، فأبناء دوز تحفظ لهم ذاكرة الشعر الشعبي انهم متيمون بمختلف ألوان وطبوع الشعر مثلما تربطهم بالطبيعة الممتدة في أعماق الصحراء التونسية علاقة جد وطيدة لم تقطعها مغريات العصر مهما تنوعت، إذ يعتز أهالي دوز بالمحافظة على التراث الشعري القديم وإحيائه سنويا في عديد المحطات الثقافية والمهرجانات التي تقام بدوز ولعل تظاهرة “جذور” قد عملت ولاتزال على المحافظة على الموروث الشفوي والمنطوق ومزيد دعم صمود الشعر الشعبي في ظل مخاطر العامة لتظل مدينة دوز وعلى الدوام نموذجا حيا لا يقهر مهما تنوعت عناوين العامة. هذا وما تجدر الإشارة إليه أن سهرة “جذور” تندرج ضمن تظاهرة “مسامرات تراثية” التي أطلقتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وذلك بغاية التعريف بالموروث الثقافي المتنوع الذي تزخر به جهات البلاد وبالتراث الثقافي غير المادي المتصل بطقوس وعادات شهر رمضان المعظم وذلك في شكل حوارات ثقافية تحتضنها اربعة فضاءات ثقافية مختلفة بكل من تونس العاصمة والقصرين ودوز والمكنين.