أعلنت بيونغ يانغ أنها أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى في إطار “تدريب على ضربة نووية تكتيكية” ردا على مناورات عسكرية أمريكية-كورية جنوبية، وفق ما أفادت الخميس وكالة الأنباء الكورية الشمالية.
وجاء إطلاق الصاروخين اللذين كان الجيش الكوري الجنوبي قد رصدهما، في خضم مناورات عسكرية سنوية واسعة النطاق تعرف باسم “درع الحرية أولتشي”، وتثير دوما غضب كوريا الشمالية. وتستمر مناورات هذا العام حتى 31 آب/أغسطس.
وأعلن الجيش الكوري الشمالي أنه أطلق الصاروخين ليل الأربعاء في إطار “تدريب على ضربة نووية تكتيكية يحاكي ضربات الأرض المحروقة في مراكز القيادة الرئيسية والمطارات التشغيلية” عبر الحدود في كوريا الجنوبية.
وكان الجيش الكوري الجنوبي قد أفاد بأن الصاروخين أطلقا باتجاه بحر الشرق الذي يعرف أيضا باسم بحر اليابان، قبيل منتصف الليل الأربعاء-الخميس.
ونقلت الوكالة الكورية الشمالية عن جيش البلاد أن “التدريب يرمي إلى توجيه رسالة واضحة للأعداء”.
وتابعت الوكالة “يرمي التدريب إلى جعل كل الضباط القادة وأقسام الأركان في الجيش بكامله يستعدون بالكامل للحرب”.
في الأثناء أشارت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في رسالة نصية أرسلتها إلى مراسلين صحافيين إلى تعزيز “مراقبتنا ويقظتنا إزاء مزيد من الاستفزازات، وبقاء جيشنا على جهوزية تامة بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة”.
وشاركت قاذفة استراتيجية أمريكية واحدة على الأقل من نوع بي-1بي في المناورات الجوية المشتركة، وقد حلقت في وقت سابق الأربعاء فوق شبه الجزيرة الكورية، ما أثار حفيظة بيونغ يانغ.
ووصفت كوريا الشمالية تحليق القاذفة في أجواء شبه الجزيرة بأنه “تهديد خطير” و”امتداد لسيناريو ضربة نووية استباقية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية”، التسمية الرسمية لكوريا الشمالية.
قوة نووية “لا رجوع” عنها
ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي التعليق على التطورات خلال مؤتمره الصحافي في واشنطن.
وعززت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعاونها في مجال الدفاع خلال الأشهر الأخيرة، وأجرت الثلاثاء مناورات بحرية مشتركة للدفاع الصاروخي لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة لبيونغ يانغ.
وأعلنت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي فشل محاولتها الثانية في غضون 3 أشهر لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسس، واعدة بمحاولة جديدة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، في خطوة لاقت تنديدا دوليا واسعا.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في العام 2022 أن وضع بلاده بصفتها قوة نووية أمر “لا رجوع عنه”، داعيا إلى تعزيز ترسانتها خصوصا بالأسلحة النووية التكتيكية.
وتعهد كيم تعزيز القوة البحرية للبلاد محذرا من “خطر حرب نووية” في مياه شبه الجزيرة، وفق ما نقل عنه الإعلام الرسمي الكوري الشمالي.
وحذر كيم بحسب الوكالة الكورية الشمالية من أنه “بسبب الخطوات المتهورة والهجومية للولايات المتحدة والقوى المعادية الأخرى، تحولت المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية إلى أكبر نقطة تتركز فيها المعدات الحربية في العالم، وباتت الأكثر اضطرابا مع خطر نشوب حرب نووية”.
وأكد أن “تحقيق النجاحات من خلال التطوير السريع للقوة البحرية أصبح مسألة ملحة للغاية في ظل المحاولات العدوانية الأخيرة للأعداء”.