نجاة محمد محمود البابا وولدت في 11 أغسطس 1938، لأب سوري وأم مصرية، ويتردد دوما انها حملت اسم نجاة الصغيرة لضعف بنيتها الجسمانية، ولكن هذا غير صحيح، فقد تم نشر اسمها للمرة الأولى على أفيش فيلم “هدية” عام 1947 وقررت شركة الانتاج منحها الاسم الجديد للتفرقة بينها وبين مطربة كبيرة وقتها تدعي نجاة.
يقال دوما أن الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب هو أول من اكتشف الفنانة الصغيرة وتبناها ماديا حتى لا يرهقها والدها بالغناء يوميا على المقاهي بحثا عن المال، ولكن الحقيقة أن سمعة نجاة الصغيرة كمطربة انتشرت منذ قدّمت أولى حفلاتها في السادسة من عمرها بحفل وزارة المعارف، وبعدها تقدم عبد الوهاب ببلاغ رسمي لقسم الأزبكية لمنعها من الغناء حفاظا على صوتها وطفولتها من الغناء وسط الحانات والدخان.
قصة إجبارها على شرب الخل لتبقي نحيلة وصغيرة وقادرة على استدرار عطف المستمعين داخل المقاهي والحانات، كانت من أكثر القصص الرائجة حول المطربة نجاة ويقال أنها مصدرها للهروب من جحيم والدها الذي كان يحتكر أموالها بالكامل، والقصة الحقيقية أن نجاة كانت تشرب الخل للعلاج من اصابتها بسعال حاد سببه إدمانها المبكر لشرب الشيشة مع والدها وهو ما كان يمنعها من الغناء بقوة، ونجحت عندما وصلت لعامها الخامس عشر في التوقف عن تدخين الشيشة، كما ألزمت والدها بالتوقيع على اتفاق تتخلص فيه من وصايته عليها لتنتقل لشقيقها عز الدين.
تعد النجمة نجاة الصغيرة “أصغر مطلقة بحكم قضائي” من بين نجوم مصر، فقد تزوّجت كمال المنسي قبل أن تبلغ السادسة عشرة من عمرها، ثم لجأت للقضاء طلبا لحكم الطلاق وحصلت عليه بالفعل بعد أربع سنوات، ورزقت من زيجتها الأولى بابنها وليد، وبعدها تزوجت المخرج حسام الدين مصطفى، وتم الطلاق سريعا وتفرغت من بعده للفن.
يقال دوما أن الفنانة نجاة مدينة بنجاحها لألحان ورعاية الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ولكن الحقيقة أنها لم تشتهر إلا بغناء أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، وظلت حتى منتصف الخمسينات مشهورة باتقان أغنيتها الشهيرة “سلوا قلبي” وقيل وقتها أن بلاغ موسيقار الأجيال ضد نجاة لمنعها من الغناء لم يكن خوفا على مستقبلها، وإنما جزء من معركته مع كوكب الشرق، ولم يسمح لها بالغناء لقيثارة الشرق إلا في منتصف السبعينيات بعدما قدمت لحن عبد الوهاب ومرت الأيام ردا على غناء العندليب عبد الحليم حافظ لنفس الأغنية.
اعتزلت الفنانة نجاة الصغيرة الغناء رسميا على خشبة المسرح عام 2002، ولكن قرار اعتزال التمثيل يمر عليه 41 عاما تقريبا، حيث قدمت فيلمها الأخيرة “وجفت الدموع” أمام النجم الشاب وقتها محمود ياسين عام 1975.
منذ عام 1965 يتردد باستمرار أن نجاة ستقدم فيلما غنائيا مشتركا مع شقيقتها السندريلا الراحلة سعاد حسني، والحقيقة أن عددا كبيرا من المنتجين طرحوا الفكرة عليها وكانت نجاة ترفض الاقتراح بالكامل منعا لتحقيق شقيقتها المزيد من النجومية، بل وتدخلت لدى عدد كبير من صناع السينما لمحاولة منع السندريلا من الغناء في أفلامها، وعام 1984 أعادت نجاة الفكرة وعرضتها على شقيقتها التى حصلت على فرصة الرفض أخيرا، لتموت فكرة الفيلم المشترك بين الشقيقتين للأبد.