صافح جمهور مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية، في سهرة السبت، أوركسترا أوبرا بال بفيينا التي أصبحت محطّة رئيسية تقليديّة ينتظرها التونسيون والأجانب.
مع بداية السهرة، عزفت الأوركسترا ” الدم ألفياني” لجوهان شتراوس”وكذلك “تريتش تراتش”، لتصعد المسرح بعد ذلك ،السوبرانو” أندريا زيادرتش”، بثوبها الأنيق ورقصها الرائع لتغني “هايا في الجبال”، متباهية بجمالها ومعتزة بقوة صوتها الأنثوي الساحر.
وتواصلت الموسيقى الفيينية الفاتنة والجذابة بفالز “المخمل والحرير ” لكارل مايكل زيهر تلتها بولكا “قطار المتعة “لكارل مايكل زيهر”، ليؤدي الباريتون مايكل سي هافليتشيك “الورود الحمراء” مع مراوحة جديدة مع الأوركسترا بمعزوفات الفالز من الحان جوهان شتراوس.
وانتهى الجزء الاول من الحفل عندما اعتلى الركح مجددا السوبرانو أندريا زيداريتش والباريتون مايكل سي هافليتشيك في تناغم ثنائي “أريد أن ارقص” ،وهو ديو (ثنائي) من أوبريت “الأميرة شيزارداس” للملحن المجري الشهير إيمريش كالمان،. أوبريت من ثلاثة فصول مع نص من تأليف ليو شتاين وبيلا جينباخ. تم عرضها الأول في فيينا في مسرح يوهان شتراوس في 17 نوفمبر 1915. وكانت موضوع العديد من الإعادات السينمائية.
بمعزوفة الفالس الشهيرة”فالز ملكية “للملحن جوهان شتراوس “، بدأ الجزءالثاني تلته مقطوعة “مسلك حر” الشهيرة لإدوارد شتراوس . ولانه من المستحيل تخيل برنامج لأوركسترا أوبرا فيينا دون أعمال شتراوس ، ملك الفالس، قدمت أوبرا بال فيينا من أعمال شتراوس ، “أوراق الصباح” ثم “بولكا نحن لسنا خجولين للغاية” ، لتقدم بعد ذلك “لتسكت الشفاه ” ، وهو جزء من “أرملة سعيدة” لفرانز ليهر ثم”سالومي” ل (روبرت ستولز) ، ليستمتع الجمهور بديو”.
ولم يكتمل البرنامج عند هذا الحد، بل قدم، قائدالأوركستر والصديق الكبير لجمهوره في الجم ، الكثير من المفاجآت الموسيقية و، التي أسعدت الجمهور رائعة “نهرالدانوب الأزرق الجميل”. وكان من الصعب على الجمهورفي بعض الأحيان الاستمتاع برقصة الفالس ، بسبب ضيق المساحة ، فاكتفى بالاستمتاع برقصة الثنائي الباريتونوالسوبرانو فوق الركح لرقصة الفالس، بخفة وجمال، تضاهيان جمال أصواتهما.
وكما اعتادت أوركسترا اوبرا بال فيينا، فلا اعلان لنهاية الحفل دون عزف لمقطوعة “راديتزكي مارش” الشهيرة. وبتوجيهات دقيقة من قائد الأوركسترا كريستوف هوبر، التي يقدمها كل مرة للجمهور ومرة للعازفين، عزف أعضاء الأوركسترا وصفق الجمهور متبعا خطوات الراديتزكي، وفي تناغم كبير مع قائد الأوركسترا بدا الجمهور والعازفين ثنائيا موسيقيا صديقا، لا تكتمل السهرات الا باشتراكه في خلق البهجة على عمل فني عظيم، لتعلن عن نهاية حفل وعن استمرار صداقة طويلة، في انتظار تجدد موعدها في الدورة القادمة من المهرجان.
ويستمر المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجم، بتقديم عروضه الفنية الثرية، ويلاقي محبو الموسيقى الكلاسيكية يوم الثلاثاء 6 أوت عرض الجاز والبلوز”، ويوم السبت 10 أوت حفل ربعي منصف جنود”.