صور: رياض الغربي


أمام جمهور غفير غصت به مدرّجات المسرح الأثري بقرطاج صعدت الفنانة المصرية آمال ماهر ليلة البارحة، السبت 10 اوت، على مسرح قرطاج في مصافحة جديدة مع جمهورها ومحبيها بعد غياب تسع سنوات منذ ظهورها الأخير سنة 2015.

استهلت الفنانة آمال ماهر حفلها بأداء باقة من أحدث أغانيها “أنا بردو الأصل” باحساسها المعهود وصوتها الذي صدح في أرجاء مسرح قرطاج طيلة ساعتين من الزمن. غنت آمال ماهر “لو كان بخطري” فتفاعل معها الجمهور وتناغم في ترديدها معها لتليها سلسلة من أشهر أغانيها “بدايتك بداية” و”سكة السلامة” و”رايح بيا فين” في تفاعل مستمر مع جمهورها الذي ظل واقفا ليشاركها الأداء ولم يتوقف عن الهتاف والتصفيق لتتعالى معها الزغاريد بعد كل أغنية.

أظهرت الفنانة المصرية ابداعا في الأداء لتؤكد ان الطاقة الصوتية التي تتمتع بها تمكنها من أداء أيّ لون من الألوان الموسيقية سواء أكانت اغان ذات اللون الخفيف أو الطربي.
راوحت الفنانة في الغناء بين القديم والجديد منها “قالو بالكتير كم يوم” و”قلبك كبير” و”كسبتوا الرهان” و”إلي قادرة”، فكانت كل أغنية تبعث الكثير من الحركية في صفوف جمهورها وتزيد في أسره بجاذبيتها وتحركها المستمر على الركح وهي تلاطفه وتلبي رغباته للأغنية التي يريد أن تؤديها له.
بعد باقة من أغانيها الشخصية، غنّت آمال ماهر أربع أغان لعمالقة الفن العربي فأطربت مسامع الجمهور بأغنية “أكذب عليك” للفنانة وردة الجزائرية ثم تلتها أغنية “سيدي منصور” للفنان صابر الرباعي التي قالت عنها أنها من أعز الاغنيات على قلبها.

اما من روائع كوكب الشرق أم كلثوم فقد أمتعت آمال ماهر الجمهور برائعة “ألف ليلة وليلة ” مؤكدة مرة أخرى ومن أغنية إلى أغنية ان طاقتها الصوتية تضفي عذوبة وسحرا في أداء اي نوع من الأغاني بصوتها القوي الذي جعل منها فنانة متميزة في الأغنية الطربية.

بعمق مشاعر الحب والرومانسية، أدت آمال ماهر من روائع العندليب عبد الحليم حافظ “ابتدى المشوار”، تفاعل وتناغم معها كالعادة جمهور قرطاج فتعال التصفيق والهتاف والزغاريد، مما اضفى أجواء حية على المدارج ومليئة بالطاقة استحسنتها الفنانة المصرية التي تجاوبت معها وعبرت عن سعادتها بملاقات الجمهور والغناء مرة اخرى على ركح قرطاج الاثري امام هذا العدد الغفير والمتذوق للفن.


حفل آمال ماهر في مهرجان قرطاج الدولي في دورته 58 فقرة أخرى من فقرات البرنامج لهذه الدورة واختيار آخر صائب لهيئة المهرجان في تنويع الاختيارات الثقافية واستجابة لعديد الانماط الغنائية، ولكن يبقى هناك مزيد العمل على تفادي بعض نقاط ابضعف كمشكل تقنية الصوت مثلما لاحظناه ليلة السبت في حفل آمال ماهر، فمن الممكن تلافي مثل هذه الاشكالات التي لا تتماشى مع عراقة المهرجان الذي يحتفي هذه السنة بذكرى ستين سنة على تأسيسه، وإن كانت هناك بعض الجزئيات أخرى التي يمكن التطرق إليها في مناسبات قادمة…