صور: رياض الغربي

بحضور السيد المنصف بوكثير وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية قدّم الفنان القدير لطفي بوشناق عرضا موسيقيا متميّزا افتتح به الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي بعنوان “عايش لغناياتي” من إخراج نجله عبد الحميد بوشناق في توظيب ركحي مميّز وجميل.

سهرة استثنائية حاول من خلالها الفنان لطفي اختزال مسيرة زاخرة تربو عن نصف قرن من العطاء الفني الغزير نحتت اسمه بأحرف من ذهب وجعلت منه من أبرز الأصوات الغنائية في العالم العربي.
ستون سنة مرت على تأسيس مهرجان قرطاج الدولي (1964 – 2024) اعتلى ركحه العديد من الأعلام الغنائية والفنية والمسرحية، وبهذه المناسبة أقامت هيئة المهرجان بالممر المؤدي إلى المدرجات معرضا توثيقيا جمع العديد من الصور لأبرز سهرات المهرجان على امتداد ستة عقود والذي تم تدشينه من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، السيد المنصف بوكثير .

إقبال مبكر من الجماهير
وكما كان متوقعا وككل دورة، أقبل الجمهور منذ ساعات المساء الأولى وأخذ مكانه على مدرجات المسرح مترقّبا بشغف وشوق ظهور الفنان القدير لطفي بوشناق على ركح قرطاج.
أطلّ بوشناق على جمهوره بصوته القوي وحضوره الركحي الباهر واستهلّ الحفل بأغنية “يا شاغلة بالي” وهي من ألحان شحرور الخضراء علي الرياحي، التي أداها في بدايات مسيرته.

 غنى بوشناق على امتداد ثلاث ساعات “أحنا الجود” و”ريتك ما نعرف وين” و”نساية” و”انت شمسي”. وأدى رفقة الفنانة اللبنانية مشلين خليفة “العين الي ما تشوفكشي”.

فلسطين دائما في البال

كما لم يسه لطفي بوشناق عن إبداء تضامنه ومساندته للقضية الفلسطينية فغنى لها «خويا الانسان».

 واستمرت الأغاني وسط تفاعل واسع من الجمهور ليتواصل العرض مع باقة اخرى من أغانيه في تصاعد ايقاعي “مي مي” و”هاذي غناية ليهم” و”حلق الواد” و”يا ليام كفاية” (جينيريك مسلسل وردة) و”أنا مية” و«عشاق الدنيا» و«كيف شبحت خيالك” وغيرها من الأغاني.
أنهى لطفي بوشناق سهرته المتميزة بأغنية “يا نوار اللوز” و”انزاد النبي” وهي من الأغاني التي جمعت بين الجمالية الفنية والمضامين العميقة التي تعبّر عن الوعي الوطني والانتماء للثقافة التونسية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من مسيرة بوشناق كفنان يمزج بين الإبداع والأصالة.

بوشناق: حرصت على أن يكون العرض متنوعا
 وفي الندوة الصحفية التي تلت العرض اكد لطفي بوشناق على أنه حرص أن يكون عرضه متنوعا يجمع بين أغانيه القديمة والجديدة ويراوح بين أنماط مختلفة كالطرب والكلاسيكيات والابتهالات والفن الشعبي وغيرها.

بداية موفقة للمهرجان…
 بداية ناجحة للدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي حيث كانت سهرة استثنائية جمعت بين رحلة ستة عقود لتأسيس المهرجان الذي يعتبر من اعرق المهرجانات في العالم العربي واحتفاء بقيمة ثابتة تجمع بين الابداع الفني والذوق الراقي على مستوى الكلمة واللحن طيلة نصف قرن من الفن والعطاء والتنوع الموسيقي لتستمر بالتالي فعاليات ما تمت برمجته من سهرات فنية تستحق الانتظار والمتابعة على أمل أن ترضي ما يترقبه عشاق المسرح الأثري لمهرجان قرطاج الدولي.