أعدت وزارة الصحة دليلا إرشاديا موجها للصحفيين حول “التناول الإعلامي المهني لمسألة الانتحار” في ظل تواتر التداول الإعلامي لموضوع الانتحار في تونس.

ويهدف هذا الدليل، الذي نشرته الوزارة اليوم الثلاثاء على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، إلى توفير إطار يساعد على تقديم المعلومات بطريقة مسؤولة ومتزنة مع التركيز على الوعي العام والحد من أي تأثير سلبي محتمل.

ويرتكز هذا الدليل على 3 محاور أساسية يتعلق الأول بتنزيل الموضوع في اطاره الطبي والنفسي والاجتماعي والقوانين الوطنية والدولية حول الحق في الصحة والحياة، ويهم الثاني التناول السليم لظاهرة الانتحار كموضوع طبي ونفسي واجتماعي، ويتمحور الثالث حول المحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تناول مسألة الانتحار لتلافي أي تبعات سلبية محتملة للتقارير الإعلامية.

ودعت وزارة الصحة من خلال هذا الدليل الصحفيين إلى الحذر في التناول الإعلامي بشأن الأفكار الانتحارية لدى الأطفال واليافعين لغويا أو معرفيا على اعتبار أن هذه الفئة العمرية تمر بمرحلة حساسة في نموها البدني والنفسي وفترة حاسمة لبناء أسس صحة جيدة تؤثر على شعورهم وطرق تفكيرهم.

واعتبرت وزارة الصحة أن المراهقين معرضون بشدة إلى مخاطر الايذاء الذاتي والانتحار، مشيرة إلى أن الإحصائيات العالمية تبرز استفحال حالات الانتحار جراء الايذاء الذاتي الذي يمثل ثالث سبب لوفيات المراهقين حول العالم.

وفي هذا الإطار حثت وزارة الصحة الصحفيين على ضرورة تناول موضوع الانتحار بمسؤولية تحت عنوان الوقاية من كل ما من شأنه أن يجر بصفة ضمنية أو مباشرة للانتحار، مع اعتماد خطاب إيجابي في المعالجة الإعلامية للموضوع.

وطالبت بتحسيس الاسر حول الاستماع إلى المراهقين وتشجيعهم على التواصل معهم من أجل فهم ما يمرون به دون تقييم وإنما بالتوجيه.
ودعت إلى تحسيس المراهقين بالعوامل التي يمكن أن تساهم في التفكير في الانتحار مثل الاضطرابات النفسية والتوتر، وإلقاء الضوء على طرق دعم الأشخاص الذين يشعرون بالضيق والتركيز على الأمل والشفاء حتى في أحلك الأوقات.

وطالبت وزارة الصحة في الدليل الارشادي حول التناول الإعلامي لظاهرة الانتحار باحترام خصوصية الأشخاص المعنيين بالانتحار بما في ذلك عائلاتهم وأحبائهم وتجنب الكشف عن المعلومات الشخصية التي يمكن أن تتسبب في مزيد من الألم والانهيار النفسي.

ودعت وزارة الصحة الصحفيين إلى تجنب تناول موضوع الانتحار دون تقديم معلومات عن المساعدة المتاحة كرقم هاتف أخضر أو عناوين جمعيات ناشطة في المجال، وتجنب نشر الأخبار المتعلقة بانتحار النجوم من ممثلين ولاعبي كرة قدم وغيرهم حرصا على عدم التمثل والتماهي.