بالتوازي مع متابعتها اليومية واللصيقة لكل صغيرة وكبيرة تخص ضمان النجاح لكل فعاليات الحراك الثقافي الرمضاني الذي يقام في هذه الأيام بكافة معتمديات ولاية قبلي ومناطقها الريفية لرصد وتقييم المنجز من مهرجانات المدن ولياليها الثقافية، تنكب الٱن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بڨبلي للإعداد لتظاهرة الإحتفاء بالشاعرين القطري المرحوم الشيخ علي بن سعود ٱل ثاني والشاعر التونسي ٱدم فتحي وذلك بمناسبة الدورة التاسعة لليوم العربي للشعر 21مارس2023.
وفي هذا الإطار أشرف نصر الدين الشابي المندوب الجهوي للثقافة بڨبلي يوم الثلاثاء المنقضي على جلسة في الغرض جمعته بإطارات المندوبية ومديري دور الثقافة ومديرة المكتبة الجهوية وذلك لإتخاذ كل الإجراءات والخطوات العملية لتوفير كل السبل والٱليات الضامنة لنجاح هذه المحطة الثقافية الهامة. وقد أكد المندوب الجهوي للثقافة على ضرورة العمل على ضبط برمجة ثرية ومتنوعة ومن جميع النواحي تكون فى حجم ومكانة المحتفى بهما، وذلك إعتبارا لأهمية المنجز الشعري والفكري والأدبي والفني الذي حققته هاتين القامتين الشعريتين بأحرف من ذهب مما بوأهما لكي يكونا من أبرز الشعراء العرب اليوم، مضيفا في ذات السياق إنه يحق لنا اليوم كتونسيين ان نفتخر أن أحد من المحتفى بهما تونسي لحما ودما ومن أبناء ولاية قبلي بالذات وعليه يجب علينا كأسرة ثقافية موسعة ان نتجند ونحرص على ضمان كل صغيرة وكبيرة تخص نجاح هذه التظاهرة الثقافية.
من هو الشاعر علي بن سعود ٱل ثاني ؟
ولد الشاعر القطري المرحوم علي بن سعود ٱل ثاني في عام 1932بقرية أم صلال محمد قرب الدوحة، تلقى تعليمه على يد والدته ثم تنقل بين عدة معلمين وحفظ القرٱن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره وعندما بدأت المدارس في قطر سنة 1950بدأ الشاعر علي بن سعود ٱل ثاني يتردّد عليها لسنوات قليلة… قرأ أمهات الكتب العربية ودواوين شعراء العروبة قبل الإسلام وبعده وتأثر بالمشاهير منهم ومن دواوينه المحققة نذكر “غدير الذكريات” 1986و”حمامة ورقاء” 1994 و”سراب الحالمات” 1994 و”فلسطين المجاهدة” و”مسرح الأوهام” 1994.
كما للشاعر علي بن سعود ٱل ثاني عديد القصائد منها قصيد “لقاء الأندلس” و”عروس الليل” و”أمل أفغانستان”، و”غرناطة” والتي أبدع فيها هذا الشاعر ناسجا فواصلها بأحرف من ذهب حيث جاء بها:
وقفت على الرسم الذي فيه عزتي – وقد كان دين الله حيا وباقيا.
سألت بقايا من بقايا فلم يجب – سوى طلل يحكي التي تراثيا
تراث رجال جاهدوا بنفوسهم – وما صنعوا زحفا وما كان باديا.
يقر بقعل المؤمنين بربهم – ويدحض قول الكاذبين منافيا
وقد كان للهندي وقع وقصة وما فعلت فيه الرماح العواليا
بأيدي رجال صادقين بعزمهم – يردون دار الخلد يوم التلاقيا
أأندلس ألقى ،أم الحق ضالع – أم الناس في واد أم العقل ساهيا؟
وإني غريب في ذراك وإن يكن -عليك بغاة يجحدون عطائيا
عطاء لٱباء ورثت علومهم – وما سطروا بحثا من العلم حاويا
وقد ينصر الله الحقوق بأمة – تعود أصل من الخير شافيا
ولن يعدم الرهط الكرام خليفة – يسود ربوع المسلمين مناديا
الفنان ٱدم فتحي أو شاعر الثورتين
عرف الشاعر ٱدم فتحي الغني عن التعريف والذي لقبه أبناء جيله ورفاق دربه بشاعر الثورتين بإعتباره كان فاعلا في ثورة الخبز في بداية الثمانينات والثورة الأخيرة التي أزاحت نظام بن علي بأشعاره وبالكلمة الصادحة بالحقيقة، ومنذ الثمانينات بنمط الشعر الملتزم مع فرقة البحث الموسيقي، وأصدر ستة دواوين شعرية وهي “سبعة أقمار لحارسة القلعة” سنة 1982 و”حكاية خضراء والأمير عدوان” سنة 1984 و”أغنية النقابي الفصيح” 1986 و”المعلقة ” سنة 1994 و”أناشيد لزهرة الغبار” سنة 1991 و”نافخ الزجاج الأعمى ..أيامه وأعماله” سنة 2011 .
كما للشاعر ٱدم فتحي عدة روايات مترجمة من الفرنسية للعربية نذكر منها يوميات شارل بودلير في كتاب “اليوميات” كما ترجم أربعة أعمال لإميل سيوران وهي “المياه كلها بلون الغرق” و”تاريخ وبوتوبيا ” و”مثالب الولادة” و”إعترافات ولعنات”، كما عرّب الشاعر ٱدم فتحي روايتين للروائي جلبير سيونيه هما “إبن سينا أو الطريق الى إصفهان” و”اللوح الأزرق” ثم روايتين لنعيم قحطان وهما “فريدة” و”وداعا يا بابل”.
وقد أعدّ الشاعر ٱدم فتحي مجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزية وهي “رواق الكتب” و”مقهى السمر”، كما شكل في الثمانينات برفقة رفيق دربه الفنان المتميّز لطفي بوشناق ثنائيا رائعا من خلال تلحين العديد من القصائد على غرار “سراييفو” و”أحمال قلبي الكبير”، كما كانت للشاعر ٱدم فتحي أعمال فنية قيمة مع الفنان مارسال خليفة والشيخ الإمام الذي غنى له “ياولدي” و”أصحى طال النوم”
أتمنى للشعر العربي ما أتمناه للمواطن العربي..
عن سؤال قد طرح ذات مناسبة على الشاعر الكبير ٱدم فتحي حول مزايا الشعر العربي ونقاط ضعفه أجاب قائلا: “أعتقد أن الشعر لغة عالمية إنسانية عابرة للغات لذلك يصعب الحديث عن مزايا ونقاط ضعف خاصة به في هذا المكان أو ذاك الإ بالنظر الى خصوصيات المكان. من هذا المنطلق يجوز القول إن للشعر العربي حتى الٱن مكانة في الوجدان العام تحسده عليه اللغات الأخرى، في المقابل فالشعر العربي يعاني من سياسة رسمية ما إنفكت تهمش الشيء الثقافي وتعادي الإبداع. وعن ما يتمناه للشعر العربي أضاف الشاعر ٱدم فتحي قائلا ما أتمناه له ما أتمناه للمواطن العربي الحرية والكرامة، فالشعر تعدّد والبعض وللأسف يتعامل معه بذهنية البعد الواحد، فهو تفتح والبعض إقصاء وهو بحث والبعض يقين وهو تحرّر والبعض أقفاص ودكاكين”. هكذا يرى الشاعر ٱدم فتحي الشعر العربي وما يتمناه له.