بادرت جمعية الملكية الفكرية والحقوق المجاورة بالتعاون مع وزارة الثقافة بتنظيم أيام تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت شعار:” تمكين المرأة والملكية الفردية حق من حقوق الإنسان” شارك فيها ثلة من المبدعات التونسيات في مجال الفن التشكيلي، وفي هذا الصٌدد شدٌتنا إليها الرسامة المتألقة: ألفة بن غزي بفضل عمل فني متكامل يحتوي على جرعة كافية من التمكٌن من فحوى المحور المتصل بالقضية الفلسطينية وما حام حولها من تمظهرات ثقافية وإنسانية تختزل وعي الفنانة التونسية القويْ بما يحيط به من إيقاع وما يجري حوله من أحداث ولعلٌ ما قام به الكيان الصهيوني من انتهاكات بشعة تجاه المواطنين الفلسطينيين العزٌل في غزٌة رمى في قلوب مبدعاتنا رغبة جامحة للتعبير عن ما خالج ذواتهنٌ من أحاسيس القلق والتوتر والخشية عن ما يعكٌر صفو و كرامة الإنسان اينما كان.
لذلك حين اوغلنا في النبش عن مسارات ومفترقات اللمسة التي نحتتها ألفة بن غزي على لوحتها الباهرة ، ادركنا انها لم تحد عن خريطة الطريق التي هندست ابجديتها منذ فترة طويلة متمثلا في وفائها لمحيط وبؤبؤ شبكة العين فانبرت على ثقة من إمكاناتها في نسج الكوفية الفلسطينية التي كانت المحمل الرئيسي للوحتها مسجاتا بالوان الراية الوطنية ملطخة بماء الشهداء والاطفال الأثرياء وبالرغم من قتامة المشهد الذي عاشت على وقعه غزة بعد طوفان الاقصى فإن الفنانة ألفة بن غزي أبقت في لوحتها نوافذ نخلص من بين فتحاتها بياضا اشبه بنور الفجر الخجول وبالتالي تبقينا الرسامة بانتظار خلاص قريب وانفراج قادم لا محالة. هكذا تحيلنا لوحة الفنانة الفة بن غزي على مشهديْة تشكيليٌة تخلٌد الحدث وتؤرٌخ له وتشير علينا بتلميحاتها على اقتراب النصر المبين لاهالينا بفلسطين وتستعيد القدس كرامتها .