مشاريع تنجزها الدولة وتهملها إدارة جهة بنزرت
بنزرت من الحبيب العربي
سألني أحدهم : – لمن نشتكي أمر المشاريع المعطّلة في ولاية بنزرت ؟.. كل من نتوجه اليه طلبا للإستفسار والتوضيح، يتنصّل من المسؤولية ويلقي بها على كاهل غيره…
قلت : فلنتوّجه إذن الى رأس السلطة في ولاية بنزرت، ممثل رئيس الجمهورية، والي بنزرت..
قال : انقل عني إلى السيد الوالي ما يلي:
” تحية وبعد، لم اكتب إليك من قبل كما أكتب الآن.. كتبت كثيرا من قبل.. وكتب البعض من الإعلاميبن في الغرض.. ولا من متفاعل ولا من مجيب.. كتبنا في الجرائد التي نراسلها.. تكلّمنا في الإذاعات التي بها نعمل.. حاولنا تحريك السواكن والهِمم.. أشرنا. نبّهنا.. نقدنا.. طالبنا.. وحذّرنا.. ودائما “النافع الله “… اليوم فاضت كأسي.. كما هي فائضة كأس كل بنزرتي غيور على مدينة الجلاء.. مدينة التاريخ الوطني المشهود.. ومدينة حرب الأربعة أيام في جويلية من سنة 1961 ضد المستعمر الفرنسي الذي هزمناه ودحرناه حتى انجلى عنا آخر جندي من جنوده يوم 15 أكتوبر 1963…
يا سيادة الوالي، كل بنزرتي يقول في سرّه ويردّد في علنه أن بنزرت اليوم هي في أتعس حالاتها منذ أن عرفناها بعد أن غادرتنا فرنسا وفي الفترة الأولى من بناء الدولة التونسية الجديدة بعد الإستعمار.. وتعاستها تكمن في مشاريعها الكبرى نسبيا التي تقع برمجتها جهويا.. تُقترح على الدولة.. والدولة تتبنّاها.. تخصّص لها الإعتمادات.. ثم تشرع في إنجازها.. وبقدر ما كانت الإدارة في جهة بنزرت حريصة على القيام بما عليها لتحقيق الإنجاز في الآجال متجاوزة كل الصعاب وواجدة كل الحلول لكل المشاكل، بقدر ما صارت، من سنة 2011 خاصة وحتى الآن، إدارة نخالها عاجزة عن تنفيذ ما تقررة الدولة لصالح سكان بنزرت.. بل هي إدارة نرى المسؤولين فيها غير مقدّرين قيمة الإنجازات التي تتم برمجتها وغير مكترثين بواجب العمل على تحقيقها كي يراها البنزرتي بعينيه فيسعد ويقول لدولته التونسية الحديثة : “شكرا على العطاء يا تونسنا الحبيبة”.. وهذا ما جعل ثقة البنزرتي في الإدارة العمومية تهتز.. خاصة حين يكون تقصير المسؤول واضحا للعيان بدليل عدم إنجاز المشاريع في آجالها وكذلك بدليل إهمال ما يقع إنجازه فلا ينتفع به المواطن في بنزرت رغم الكلفة الهامة من الخزينة العامة للدولة ومن مال الشعب.. وثقة البنزرتي تهتز أكثر حين لا يسمع بمحاسبة أي مذنب في حق البلاد والعباد.. أو حين يمر سوء التصرّف على الخصوص مرور الكرام وهو الذي يلفق له كل معلق أو ناقد شبهة الفساد…
* فهل يُعقل يا سيدي الوالي أن تدوم أشغال بناء مؤسسة جامعية أكثر من سبع سنوات وهي المقدر لها ثلاثة أعوام وقد تضاعفت كُلفتها مرتين تقريبا ؟؟!!
*هل يُعقل أن تتجاوز أشغال مركز التوليد وطب الرضيع آجال إنجازها بأعوام وكلفتها ترتفع بين اليوم والآخر ؟؟!!
*هل يعقل أن تتواصل أشغال ترميم وصيانة المسبح البلدي أكثر من خمسة أعوام ؟؟!!
*هل يُعقل أن تتعطّل أشغال إنجاز الملعب الفرعي المحاذي لملعب 15 أكتوبر سنوات وسنوات ؟؟!!
*هل يُعقل أن تترنّح أشغال إنجاز حماية طريق الكرنيش من زحف البحر وتتواصل سنوات بعد آجالها الأصلية ولم تكتمل لحد هذا اليوم ؟؟!!
*هل يُعقل أن يظل مشروع حماية مدينة بنزرت من مياه الأمطار حديثا يردده الجميع مع قدوم فصل الشتاء في كل عام دون أن يكون هناك إنجاز يُذكر ؟؟!!
*هل يُعقل أيضا أن نظل نسمع في كل سنة عن مشروع تطهير بُحيْرة بنزرت ولا شيء نراه في مستوى التنفيذ والإنجاز؟؟!!
هل يُعقل أن تنجز طرقات في أماكن عديدة بالمليارات ولا تمر عليها سنة أو سنتان حتى تظهر فيها الحفر والمطبّات بما يعني أن الإنجاز كان غير سليم مثال ذلك في عديد الأجزاء من طرقات بنزرت الجموبية ؟؟!!
*هل يعقل أن نحدث بناية جديدة كمدرسة أو مركز صحة ولا نبني لها سورا ولا ننتدب عَملة يحرسونها بالنهار والليل ويصونونها ؟؟!!
وآخر ملحوظات يا سيادة الوالي، هي الأخطر.. احداثان قامت بهما الدولة بالمليارات ثم سلمتهما لإدارات بعينها وهذه الأخيرة لم تصنمها…
1 – مركز التربصات بمنطقة الناظور، صرفت عليه الدولة أكثر من مليارين ثم فوتت فيه للنادي البنزرتي الذي أعاده للبلدية.. ونهايته أن ظل بلا حراسة فتم إتلاف كل ما فيه من طرف معتدين ونهّابين سرقوا كل ما فيه من تجهيزات ومعدات ووسائل خاصة.. الأمر مرّت عليه سنوات ولم نسمع بمن تم اتهامه من طرف الدولة بإهمال مشروع المركّب لكأن أموال الدولة هي أموال يتامى قُصّر ليس لهم من يحميهم ويدافع عن مصالحهم…
2 – المُركّب الشبابي والثقافي “امحمّد بالحاج” بحي الجلاء وقد أنجزته الدولة بما يناهز المليار ونصف المليار ثم سلمت مفاتيحه منذ نحو عامين للبلدية التي لم تعيّن به عملة يحرسونه فكان أن وقع نهبه وإتلاف كل ما فيه من تجهيزات ذات قيمة…
يا السيد الوالي نتوجه إليك اليوم بمقالنا هذا ليقيننا أنك رأس السلطة في الولاية وأنه يحق لك أن تتدخل لإعادة حق المواطن في ملكه العمومي الذي أهملته الإدارة التي صارت تفتقد للكفاءات في إدارة الشأن العام وفي التسيير والمراقبة والزجر والعقوبةعند اللزوم”.