هل لفت انتباهك عراقة التاريخ وما تحويه المخطوطات من علوم ومعارف السابقين؟ هل تحمست للتحقيق ولم تجد السبيل؟ كتاب (تحقيق النصوص ونشرها) يضع قدمك في أول طريق التحقيق.
بعد المقدمة يبدأ عبدالسلام هارون بعنوان (كيف وصلت إلينا الثقافة العربية؟) موضحاً فيه انتقالها من الرواية الشفهية إلى التدوين بـ«أول نص مكتوب» وصل إلينا في عصر ما بعد الإسلام ثم «أوائل التصنيف»، و(الورق والورّاقون) ويحكي فيه عن تطور العرب في الكتابة، ومدى الحضارة بوجود الوراقين؛ ليقدم في (أصول النصوص) تفصيلاً بأنواعها في المخطوطات، وكيفية التعامل معها في (منازل النسخ) منبهاً على صعوبة العثور «على جميع المخطوطات» لكتاب واحد في (كيف تجمع الأصول؟)، وموضحاً كيفية العناية بالمخطوطة في (فحص النسخ).
ويُعرِّف (التحقيق) وشروطه لتحقيق أي مخطوطة؛ بدءاً من (تحقيق العنوان) ويليه (تحقيق اسم المؤلف) ثم (تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه) وصولاً إلى (تحقيق متن الكتاب) ويُفَصِّل ضوابط الأخير في (مقدمات تحقيق المتن)، وفي (التصحيف والتحريف) يبين هذه الآفة وطرقها وكتبها وتاريخها؛ ليوضح لنا كيفية (معالجة النصوص) من (ترجيح الروايات) و(تصحيح الأخطاء) إلى ما تتعرض إليه المخطوطة من (الزيادة والحذف) و(التغيير والتبديل) مع المحافظة على كيفية ضبط مؤلف المخطوطة للحركات و(التعليق) على الغامض من كلماتها ومفاهيمها وإضافات بما يستدعي إليه الموضوع.
وعناية بالمخطوطات أكثر تأتي (المكملات الحديثة) وأبرزها (تقديم النص)، و(العناية بالإخراج الطباعي) إضافة إلى (صنع الفهارس الحديثة)، و(الاستدراك والتذييل) ثم يختم بالجانب التطبيقي في (صعوبات التحقيق والطريقة المثلى لمعالجتها) قبل خاتمة الكتاب معقباً بعدها بـ(نماذج لبعض المخطوطات).
كتاب مؤصل لفن تحقيق المخطوطات بعناية شيخ المحققين الذي جمع في لفظه بين العلم الغزير وخلاصة خبرته وممارسته لهذا الفن العريق.