بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي أشرف الدّكتور إبراهيم الشّائبي وزير الشّؤون الدّينية يوم الجمعة 08 مارس 2024 بمقرّ الوزارة على ندوة الواعظات التُّونسيات في دورتها الثّانية بعنوان “الواعظة التُّونسية ورهانات الارتقاء بالشّأن الدّيني”.
وعبّــــر الوزير في كلمته الافتتاحية عن بالغ اعتـزازه بتنظيم هذا اللّقاء الذي سنّه منذ العام الماضي في الوزارة كمبادرة تأتي احتراما للمرأة وتقديرا للواعظات، معتبرا أنّ اقتحام المرأة التُّونسيّة لسلك الوعظ والإرشاد الدّيني وتسجيل حضورها فيه بالواعظات يُعدُّ بابا من أبواب الشّرف والرّفعة.
وأكّد الدُّكتور إبراهيم الشّائبي أنَّ حقل الدَّعوة والوعظ والإرشاد ليس حكرا على الرِّجال دون النِّساء، وأنَّ الواعظات التُّونسيات مؤهّلات لحمل مشروع المدرسة التَّنويرية التُّونسية الزَّيتونية الوسطية المشرقة، ومؤتمنات على النّهج القويم والفهم السّليم للإسلام عن علم ودراية، ودعاهُن لمزيد الاقتراب من مشاغل النّاس وتجديد الخطاب الدَّعوي وتقديم الموعظة الحسنة والتّوجيه الصّحيح والكلمة الطيّبة والهداية إلى الخير والتَّرغيب في الصّلاح، لا سيما مع حلول شهر رمضان المعظّم. كما حثّهن على استشعار عِظم رسالتهن وثِقل مسؤوليتهن بوصفهن قدوة لغيرهن، وطالبهن بمضاعفة البذل من أجل النّهوض بالوطن وتوسيع نشاطهن في نشر مبادئ الاعتدال وقيم التّآزر في المجتمع التّونسي، مبرزا أنّ تونس عرفت رائدات في مجال العلوم الإسلامية على غرار الدّكتورة هند شلبي أستاذة علوم القرآن بجامعة الزّيتونة، والسّيدة فاطمة بن علي قربوج أوّل طالبة تونسية بجامع الزّيتونة، رحمهما الله.
وأعرب السّيد الوزير عن عميق إيمانه بجدارة المرأة التّونسيّة بتولّي مواقع الصّدارة بالوزارة على المستويين المركزي والجهوي والأكاديمي وما تعيينه لمديرة على رأس المعهد الأعلى للشّريعة وكاتبة عامة لذات المعهد وعشر مديرات جهويات بولايات بنزرت وقبلّي وبن عروس وسيدي بوزيد وتطاوين وجندوبة وقفصة وأريانة وتوزر وصفاقس إلّا سابقة في تاريخ الوزارة أراد من خلالها تعزيز دور المرأة في وزارة الشّؤون الدّينية، ومن ذلك المنطلق سيقع مزيد التّعويل على الكفاءات النّسائية مستقبلا بإذن الله، مُشيدا بالدّور المتميّز للمرشدات الدّينيات خلال موسم الحجّ اللّواتي زاد عددهن في هذا الموسم الذي عرف نجاحا وتميّزا بفضل تظافر جهودهن مع جميع الأطراف.
وبيّن السّيد الوزير أنّ هذه النّدوة تأتي في اليوم العالمي للمرأة ضمن سياق سلسلة من المبادرات التي تُعلي من شأنها وتحتفي بها وتشجّعها على مواصلة مسيرتها المهنية، على غرار المائدة المستديرة التي أقيمت بالوزارة في العيد الوطني للمرأة للتعريف بإسهامات المرأة العاملة في الحقل الدّيني، وكذلك على غرار الحفل الذي أقيم على شرف أقدم موظّفات القطاع تكريما لهن على تفانيهن في خدمة الدّين ورفعة الوطن.
وفي كلماتهن ثمّنت الواعظات المشاركات في النّدوة كلّ المبادرات المتّخذة لفائدة المرأة بوزارة الشّؤون الدّينية وأنّ ما تحقّق لهن من مكاسب لن يزيدهن إلّا حرصا على مواصلة مسيرتهن المهنية بكلّ إخلاص وتفان، وعبّرن عن اعتزازهن بالعمل في هذا القطاع.