بنزرت من الحبيب العربي
نعرف جيدا أن السيدة منى نور الدين هي صرح مسرحي شاهق وكبير في بلادنا.
كما نعلم أيضا أن إكرام عزوز قد نحت اسمه بالأحرف الكبيرة في مسرحنا الحديث..
ولذلك ربما كان من الصعب على أي كان أن يراهما في عمل لا يتّسم بالضخامة والتميّز غيرة منه على سمعتهما الفنية..
وأنا الإعلامي الذي أدّعي أنني أفهم القليل في المسرح بحكم تجربتي السابقة والثرية في مسرح الهواية في فرقة مسرح الشمال ببنزرت بإدارة المرحوم محمد الهادي المرنيصي، خرّيج مدرسة التمثبل في الدفعة الأولى من المتخرجين منها والأب الروحي لعديد الأسماء الكبيرة في المسرح سابقا وحاليا..
أنا أسمح لنفسي أن أقول أنه يسيئني أن أرى منى نور الدين سيدة المسرح في بلدي تظهر في عمل أكثر ما يمكن أن أقول عنه أنه متواضع ولا يرتقي إلى مستوى عال من حيث جودة النص فيه ونوعية الإخراج..
فإلى جانب كون النص ضعيفا من حيث مضمونه وفكرته الرئيسية وكذلك من حيث حبكته التي تخلو من عنصر المفاجأة والإثارة اللتين تشدان المتفرج..
إلى جانب ذلك، نلاحظ أن الإخراج كان ضعيفا وكلاسيكيا جدا والديكور فيه ثابت وكثير عناصره غير مستعملة..
الأضواء هي العنصر الوحيد شبه الناجح..
الميكروهات لم تشتغل كما يجب فقد كانت النقطة السوداء الكبرى في العرض..
من ناحية أخرى سجّلنا رتابة كبيرة في مختلف فقرات وفواصل المسرحية برغم محاولة الإيحاء بأننا إزاء مسرحية كوميدية..
من حيث التمثيل، رأينا الممثلين قد قاموا بأدوارهم كما يجب، لكن السيدة منى نور الدين كانت قليلة الحركة فوق الركح وهي تتحرك بصعوبة وبحذر كبير بما جعلني كمتفرج أفهم أن الكوميساره إما هي كانت مريضة ليلة أمس أو متعبة أو هو مفعول التقدم في السن..
كل هذا لأقول أن مسرحية “وحلة” لم تكن في مستوى مقام سيدة تونس الأولى في المسرح.. فقد كان حريا بها أن تكون قد تقمصت دورا صغيرا في هذا العمل كي تظهر لنا كضيفة شرف..
فهل كانت منى نور الدين بحاجة للمال كي تشارك في مثل هذا العمل ؟..
هل كانت السيده منى فنيا بحاجة لمثل هذا العمل كي تثري به مسيرتها المسرحية ؟..
وما قلته عن منى نور الدين، أقول الكثير منه عن الممثل الكبير إكرام عزّوز الذي كان عليه أن ينظر جيدا في مشروع “وحلة” قبل المشاركة فيه، فمسيرته المسرحية الطويلة وخطته كمدير للمسرح البلدي بالعاصمة لا تسمحان له بالمشاركة إلا في الأعمال الضخمة مثلا..
مسرحية “وحلة” هي من إنتاج شركة صافينسبا والإخراج فيها ليسرى القصباوي التي لم يسبق لي على الأقل أن عرفتها ممثلة او مخرجة..
البطولة في هذا العمل كانت لمنى نور الدين ولإكرام عزّوز والتمثيل لكل من خالد الزيدي وسارة الجلاوي وألفه الحكيمي وعادل الشريف..
النص من اقتباس اسمهان الفرجاني والإخراج ليسرى القصباوي..
المسرحية تم تقديمها في سهرة الأحد الماضي في المركب الثقافي “الشيخ ادريس” ببنزرت ضمن الدورة 11 من مهرجان ليالي المدينة في رمضان الجاري.
الحبيب العربي.