بقلم: محمد بن جبارة
كانت حادثة الفصل 20 وتنقيحه بمثابة عود الثقاب الذي تم إشعاله في البيت الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تسرّبت نيراه شيئا فشيئا الى مختلف أركان البيت النقابي الى أن بلغت مرحلة تنذر بأن الجدران قد تصدعت رغم محاولات الترميم التي يقوم بها بعض الأطراف في محاولة لاحتواء النيران…
تصدع الجدران وبلوغ النار مداها في بيت فقد الاجماع داخله منذ سنوات قليلة بسبب الفصل العشرين تأكد من خلال ما يجري داخل أحد أهم الاتحادات الجهوية للشغل وهو الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي كان في جل الفترات النضالية للمنظمة الشغيلة البوصلة التي تقود الجميع، حيث يبدو أن المركزية النقابية أدركت أن الاتحاد الجهوي المذكور بات يسلك مسلكا مغايرا لتعليماتها فعمدت الى مسك شكيمته لقيادته كيف تريد غير أن الأمر يبدو قد أفلت من يديها وليس أدل على ذلك من المراسلة التي وجهها الاتحاد الجهوي بصافقس الى الأمين العام وفيها اتهامات طالت الأمين العام ذاته وقيادات لها وزنها منها الشفي. وهي مراسلة غير مسبوقة سواء في تحريرها او في اللغة المستعملة فيها أو في شكلها…
ولئن لن نقف في تحليلها بعمق فإننا سنكتفي بثلاث اشارات فقط:
1- من حيث التحرير: إن أبسط ما هو متداول في المنظمة النقابية هو تحرير المراسلات باعتماد الحاسوب، لكن توجيه مراسلة مكتوبة بخط اليد فيه ما فيه من الرسائل المبطنة…
2- من حيث اللغة: استعمل الاتحاد الجهوي ألفاظا قل وندر ان قرأنها مثلها في مراسلات موجهة من المركز الى الجهوي أو من الجهوي الى المركز، حيث استعملت لهجة شديدة واتهامات مباشرة للقيادة النقابية رأسا.
3: من حيث الشكل: كل المراسلات والبيانات التي تصدرها مختلف الهياكل النقابية يتم تذييلها بعبارات الاشادة والاعتزاز بالانتساب الى منظمة الاتحاد العام التونسي للشغال، وهو ما خلت منه هذه المراسلة التي يمكن اعتبارها خروجا عن المألوف.
زد عليه أن المراسلة تمت الاشارة بأنها “داخلية” أي “بيناتنا” أو “سرك في بير” فكيف تم تسريبها، ودون شك فإن الأمر ليس بريئا بالمرة فقد تم تعمد تسريبها للضغط على الطرف الأضعف…
فهل يهدم مبنى الاتحاد ولمّا تمر الا فترة قصيرة على ترميمه، أم يتم تطويق الأمر و”مسحها” في “لحظة انفعال”؟؟؟…