رياضة / بنزرت من الحبيب العربي
البارحة دعانا رئيس جمعية الأهلي الماطري، السيد فرج المعلاوي، لحضور وتغطية مباراة فريقه مع الأهلي الأندلسي قبل جولتين من نهاية الموسم الحالي.. خاصة ان الأهلي الماطري يلعب من أجل تحقيق حلم الصعود، وهو قاب قوسين او أدنى من ذلك، نحن قبلنا الدعوة التي تشرّفنا بها وحضرنا اللقاء.. الإستقبال كان طيّبا ويليق بالضيوف.. وبين الحضور الكريم تفاجأنا باللاعبيْن الدولييْن سابقا في منتخبنا الوطني، أحمد بورشادة ورياض البوعزيزي.. وقد كنت انتظرت حضور لطفي الماي ابن الأهلي الماطري والنادي البنزرتي لكنه لم يحضر بسبب مشاغل مهنية… الجمهور كان غفيرا.. والنسوة والفتيات كن حاضرات بعدد يلفت الإنتباه.. الطبّال والزكّار والمزاودية كانوا فوق المدارج.. والزغاريد المنطلقة من حناجر النسوة اللواتي خصّصت لهن الجمعية منصة رافقت كل هدف من الأهداف الثلاثة التي فاز بها الأهلي الماطري على الأهلي الأندلسي (3-0).. المباراة نقلناها مباشرة بالصوت والصورة عبر قناة La Famille tv وقد امن ذلك المصور الشاب شفيق الرجموني…
الإنتصار جعل فريق المدرب اللاعب مروان بن عمر في منافسة حادّة مع صاحب الطليعة، النجم الخميري بعين دراهم، بفارق نقطة وحيدة.. التنظيم كان مُحكَما.. والأمن كان حاضرا بامتياز في المباراة.. بما يعني ان كل الأجواء في الملعب البلدي بماطر يوم أمس كانت احتفالية حيث جادت هيئة الرئيس فرج المعلاوي بعبارات الترحاب ووفّرت الحلويات والمشروبات.. وبالمناسبة، هناك ثلاث ملاحظات سجّلناها يوم امس.. 1- الملاحظة الاولى هي المتمثلة في تدخل رئيس الجمعية للسماح للجماهير التي لم تقتن تذاكرها بالدخول لمتابعة المباراة، وقد حدّدت لجنة تنظيم الدخول في المستوى الجهوي منح 100 تذكرة فقط للجمهور المحلي.. السيد فرج كان ألحّ على المنظّمين السماح لأكبر عدد ممكن من الأنصار فكان له ذلك في ما بين الشوطين.. 2- الملاحظة الثانية التي سجلناها هي الحضور المكثف للأحباء، وقد كانوا إلى حين قريب غائبين عن الجمعية ومقابلاتها.. الحدث فرض نفسه يوم أمس وهو تباري فريقهم من أجل الصعود إلى المستوى الثاني من رابطة الهواة.. وهم كانوا في مستوى الحدث بكل ما قدّموه من تنشيط فوق المدارج وأثناء اللقاء وحتى بعده.. 3- وأما الملاحظة الثالثة فهي السلبية التي نسجّلها في رصيد بعض الأحباء الذين لم يحضروا اللقاء يوم أمس لكنهم كتبوا عبر صفحات الفايسبوك ما يحبط العزائم وما يدعوني شخصيا للقول لهم بكل لطف ومع احترامي لهم جميعا : “جمعيتكم الآن تلعب من أجل الصعود والعودة للرابطة الوطنية للهواة، وهي بعيدة عن تحقيق هذه العودة بنقطة واحدة فقط.. وفي الموسم لم تبق إلا جولتان.. فلتتركوا جانبا خلافاتكم واختلافاتكم مع الهيئة الحالية المنتخبة برئاسة السيد فرج المعلاوي.. ولتلتفّوا حول جمعيتكم الآن وأكثر من أيّ وقت مضى.. انسوا ان الهيئة كانت قد تجاهلتكم سابقا كما قال لي بعضكم او هي تعسّفت عليكم بحرمانكم من حقكم في الإنخراط مثلا.. انسوا أسماء الرئيس وأعضاده في الجمعية واعملوا جميعا على مساندة الجمعية ودعمها في هذا الوقت بالذات.. وإن لم تقدروا، فليكن دعمكم بالكلمة الطيّبة.. ساهموا في مغادرة جمعيتكم الرابطة الجهوية ببنزرت وفي بلوغها مستوى الرابطة الوطنية للهواة بداية من الموسم المقبل، فجمعيتكم بتاريخها الكبير وبإنجازاتها عبر عقود من الزمن وبعديد الأسماء الذين لعبوا فيها وتخرّجوا منها ليست جديرة برابطة الشمال بقدر ما هي جديرة باللعب ضمن فرق رابطة الهواة، المستوى الثاني على الأقل، إن لم نقل المستوى الأول.. بل دعوني أقول أن جمعيتكم حري بها أن تكون ضمن المحترفة الثانية.. نعم.. المحترفة الثانية التي بلغتها جمعية الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبه قبل أيام بتسيير جيد لهيئة تسييرية يرأسها الأستاذ مراد بن سلامه، ومن قبله هيئتان بقيادة كل من حاتم مشالة ومحمد المطماطي وبقيادة مدرب مقتدر اسمه أمير الطريفي… قد أكون مغاليا حين اقول انه بإمكان الأهلي الماطري ان ينسج على منوال فريق عاصمة الفولاذ، فقد سبق في التاريخ ان لعب الأهلي الماطري قي القسم القومي سابقا، المحترفة الأولى حاليا.. وبالإمكان تحقيق الإرتقاء إلى المستوى الثاني.. ثم المستوى الأول.. ثم المحترفة الثانية.. وأخيرا المحترفة الأولى أين يلعب النادي البنزرتي حاليا وهو نوّارة ولايتنا بطبيعة الحال.. فمثلما صنع المنازلية مجد تاريخهم الحديث في هذا الموسم، بإمكانكم أنتم أيضا، يا ماطرية، الصنع بالمثل.. وهذا لن يتحقق إلا بتصفية النوايا والقلوب.. بالتفكير اولا وأخيرا في اسم الجمعية ومصلحتها قبل اسم الناشطين فيها ومصالحهم الضيّقة… أليس كذلك ؟
كلمة أخيرة أقولها بشأن الماطرية الذين لاحظت عليهم فرحة مضاعفة يوم أمس.. فرحتهم الأولى بانتصار فريقهم (3-0) على ضيفهم الأهلي الأندلسي وفرحتهم الثانية بترشح النادي البنزرتي على حساب تقدم ساقية الداير بصفاقس إلى الدور ربع النهائي من سباق كأس تونس لهذا الموسم…
الحبيب العربي