البيان/ منصف كريمي
تحت عنوان “التواصل في التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني”، وتزامنا مع فعاليات “منتدى تونس للإستثمار في تونس” وهو موعد دوري على غاية من الأهمية للأعمال والاستثمار بتونس”، وبمبادرة من الإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج وبالتعاون مع مركز تونس الدولي للإقتصاد الثقافي والرقمي والوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي والمنظمة الدولية للفرنكوفونية وسفارة فرنسا بتونس ومجموعة السفراء الفرنكوفونيين التي تترأسها سفارة كندا، انتظمت أول أمس 12 جوان الجاري بأحد النزل بالضاحية الشمالية بمنطقة قمرت مائدة مستديرة حول “الصناعات الثقافية والإبداعية وريادة الأعمال الإبداعية في الفضاء الفرنكوفوني” وذلك تمهيدا لاشغال قمة الفرنكوفونية التي ستنعقد في فيلير-كوتيريه(فرنسا) في أكتوبر القام والتي ستتمحور حول موضوع “الإبداع، الابتكار، وريادة الأعمال باللغة الفرنسية”.
واذ يعكس موضوع المائدة المستديرة سالفة الذكر مدى التكامل وعناصر الاهتمام المشتركة بين المواضيع المتناولة خلال قمّتي الفرنكوفونية: الرقمنة، والإبداع، وريادة الأعمال فان الاهتمام بموضوع الصناعات الثقافية والابداعية له أسباب متعددة أبرزها التقدّم المتسارع في إمكانات قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية والقطاع الرقمي التي تشهد تطورًا في جميع أنحاء العالم الى جانب أهمية الثقافة كقوّة ناعمة، وأيضا خصائص هذه القطاعات نفسها مثل الإبداع، والمحتوى الفني والثقافي، والابتكار.
وقد تم خلال اللقاء النقاش حول المساهمة الاقتصادية للصناعات الثقافية والإبداعية وكذلك التحديات والفرص في ريادة الأعمال الإبداعية في الفضاء الفرنكوفوني حيث تطرق أبرز الخبراء والمختصين في مجال الصناعات الثقافية الإبداعية وريادة الأعمال الابداعية إلى النظام البيئي للأعمال والمؤسسات التونسية والأفريقية والفرنكوفونية، والفرص التي تتيحها الثورة التكنولوجية لتطوير هذه الصناعة الواعدة، وكذلك الحلول المتعلقة بزيادة فرص توظيف الشباب الموهوبين والمهتمين بالثقافة والتكنولوجيا، وخاصةً المهن الجديدة التي تم خلقها، كما تم استعراض ومناقشة التحديات التي يواجهها هذا القطاع الواعد بشكل معمّق، بما في ذلك التحديات المتعلقة بآليات التمويل والتشريعات وفتح الأسواق وإنشاء شبكات في الفضاء الفرنكوفوني والمنافسة مع الشبكات الناطقة بالإنجليزية التي هيمنت على هذا القطاع وأثّرت بشكل كبير على اكتشاف(découvrabilité) وتموقع المحتويات الثقافي للفرنكوفونية على الشبكة العنكبوتية.
وبالمناسبة دعا بعض الفاعلين والشركات الناشئة الناشطين في مجال التحول الرقمي إلى تقديم تجاربهم وخبراتهم بهذه المناسبة لتتوّج أشغال المائدة المستديرة بجلسة نقاش عام تفاعل معها الحاضرون وأدارته الاستاذة سلوى عبد الخالق المديرة العامة ومؤسّسة المركز الدولي التونسي للاقتصاد الرقمي وهو أول مركز حكومي أفريقي يلعب دور الحاضنة للجهات الفاعلة والشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع الجديد.