صور: رياض الغربي
سهرة أخرى من سهرات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي تجسّد فيها سحر الفن والجمال مع صوت الفنان العراقي الشهير كاظم الساهر الملقب بـ”القيصر” في حفل أقيم الليلة الماضية (3 أوت) أمام شبابيك مغلقة بعد أن نفدت كل التذاكر قبل نحو أسبوعين. وفي هذا الحفل اجتمع عشاق الفن والطرب للاستمتاع بعرض فنّي يعكس حرفية هذا الفنان ورقيّ موسيقاه وأغانيه الرومنسية.
فور إطلالته على الركح، عمّ التصفيق والهتاف أرجاء المسرح من قبل الجمهور، مما خلق أجواء من الحماس والشغف والعاطفة وهي أحاسيس ومشاعر تتماهى مع أغاني “القيصر” الرومنسية التي ألّف جلها الشاعر السوري نزار قباني. وزادت حماسة الجمهور مع أولى الأغاني في هذه السهرة وهي “قولي أحبك” ثم أرفقها بمجموعة من أشهر أغانيه التي نالت إعجاب الجمهور على مر السنين، مؤدّيا باقة متنوعة من أعماله ومن أشهر أغانيه التي أحبها الجمهور، غنّى القيصر “حبيبتي والمطر” و”كلك على بعضك حلو”، التي تعود الى تسعينات القرن الماضي.
وراوح العرض بين الأغاني الإيقاعية والأغاني الرومنسية الهادئة وبين الأغاني القديمة والجديدة، فأدى كاظم الساهر بحماس رائعته “هذا اللون” و”إني أحبك”. وتصاعد إيقاع الحفل وازداد معه تفاعل الجمهور بشكل لافت، حيث ردّد الحاضرون مع القيصر عديد الأغاني الناجحة منها”زيديني عشقا”. واهتزت أرجاء المسرح مع أغنية “يضرب الحب” و”هل عندك شك” وهي الأغنية التي اداها عند اعتلائه ركح المسرح الروماني بقرطاج للمرّة الأولى سنة 1994. وككلّ مرة يحلّ فيها بتونس، لم يفوّت “القيصر” التغني بهذا البلد، فردّدها وكرّرها مرارا “يا حلوة انت تونس” عندما غنّى “هلا بالحلوة السمراء”.
وفي عالم من الإيقاعات الساحرة والصوت الرائع، كانت لكل لحظة في الحفل خصوصياتها من النغمات الرومنسية إلى الألحان المبهجة. كما كان تفاعل الجمهور مع كل أغنية شاهدا على العلاقة الوثيقة بين القيصر وجمهوره الذي شاركه في أداء معظم الأغاني بصوت عال وبشغف كبير، فكان أغلب الحاضرين يرفعون هواتفهم لتوثيق هذه اللحظات الفريدة التي لا تنسى من أجل تخليدها.
في سهرة الأمس، حلّ القيصر بالمسرح الروماني بقرطاج محمّلا بمشاعر الحب والجمال والرومنسية، فتغنى بالمرأة والإنسان وبتونس. وكانت الاستجابة من الجمهور تتصاعد كلما قدم الساهر أغنية جديدة، فكانت هناك لحظات من الصمت العاطفي العميق حينا، تتلوها هتافات وتصفيق حار عكس التوهّج الفني لهذا الفنان الذي لم تأفل نجوميته على مدى ما يناهز 40 عاما.
اختار كاظم الساهر أن يودّع جمهوره بأغنيته الشهيرة “قولي أحبك كي تزيد وسامتي”، والتي تعد من أبرز وأجمل أغانيه التي تتميز بكلماتها الرومانسية وألحانها الساحرة، وقد قدمها الساهر بأداء مؤثر يعكس عمق مشاعره الفنية. كما يعكس اختيار هذه الأغنية كختام للحفل اهتمام هذا الفنان بنقل رسالة حب وجمال إلى الجمهور، مما جعل اللحظة أكثر خصوصية وخلّدها في ذاكرة الحاضرين.
وتعود علاقة كاظم الساهر بمهرجان قرطاج الدولي إلى سنة 1994 تاريخ أول صعود له على هذا المسرح العريق. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت مشاركاته في مهرجان قرطاج الدولي تقليدا ينتظره الجمهور بشغف، ويأتيه محبوه من مختلف مناطق الجمهورية. أما آخر مرة صعد فيها الساهر على مسرح قرطاج فكانت سنة 2018، ليعود اليوم ويؤكد مكانته المرموقة ويصافح عشاقه الذين انتظروا عودته بعد غياب لنحو خمس سنوات.
وات