بقلم: محمد بلغيث
لا يوجد أصعب من صدمة موت شخص عزيز عليك لكن الرضا بقضاء الله وقدره، هو الوسيلة الوحيدة لتحمّل وجع الفراق.
اليوم يتجدد الموعد مع ذكرى وفاة الزميل.. الحبيب.. العزيز.. الأخ.. الصديق والمعلّم :
الحسين إدريس (8 أوت 2011-8أوت2024)
13 سنة فقدناه جسدا ولم نفقده روحا… فنحن اليوم على موعد لتذكر خصال الرجل العلمية والثقافية والانسانية… على موعد مع المثل المتجددة التي زرعها في قلوبنا وأفكارنا…
مناسبة أردت من خلالها أن أوفي الرجل فضله الكبير في توجيهي وتكوين شخصيتي في فترة حساسة من عمري ودخول معترك الحياة بكل ثقة… وهي صورة من عرفه عن قرب، وتعلم منه، ونهل من مدرسته.
وجدير بي أن أذكّر بخصال فقيدنا الذي غرس فينا حب التضامن فهو لا يتأخر عن فعل الخير والإحسان، ونمّى فينا غريزة العمل وزرع في نفوسنا القناعة والصبر وجعل منا رجال رسالة ومبادئ فكان ينتصر للحق وللمظلوم ويمقت الطغيان… حيث كان المرحوم صاحب شخصية قوية ويدافع عن الحق والعدل في زمن كان الخوض في هذه الأشياء يعد جريمة وخروجا عن الحاكم… فهو لم يغرّه المنصب ولم يغيّر منهجه… فكان لسلوكه هذا نتائج عكسية على حياته المهنية والتدرّج المهني لكن ذلك لم يثنه عن قناعاته…
هذه بعض من خصال فقيدي وأخي وصديقي الحسين ادريس الذي امتزج عمله بسلوكه، فكان مثالا يحتذى به… وهكذا حرصت على افتكاك المبادرة من أخي محمد بن جبارة في الذكرى الثالثة عشر لوفاة الفقيد بمساهمة بسيطة حتى لا ينقطع حبل الوصل بيننا وبينه من جهة وبيننا وبين أهله الذين اصبحوا افرادا منا…
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. ولله ما أعطى ولله ما أخذ.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*******
صور للذكرى في منزله لمجموعة من أسرة البيان تضم الزملاء رياض الغربي ومحمد بلغيث والمغفور له حميدة الحيدري وصالح الشيحاوي وعمر الجمني وهدى بن ناجح في ذكرى وفاته التاسعة أوت 2020 رفقة أرملته وإبنتيه أميرة وفاتن