أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، تفشي جدري القردة في عدد من الدول الافريقية، حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق دوليا….
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، في بلاغ نشر على الموقع الرسمي للمنظمة على شبكة الانترنات، أن الزيادة الكبيرة في تفشي جدري القردة (إمبوكس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في أفريقيا يشكل طارىء صحيا عاما يثير قلقاً دولياً (طارئة صحية عالمية) بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005).
وجاء في البلاغ أن لجنة الطوارئ المنعقدة بموجب اللوائح الصحية الدولية والمؤلفة من خبراء مستقلين اجتمعوا في وقت سابق أمس الأربعاء، لاستعراض البيانات المقدمة من منظمة الصحة العالمية والبلدان المتضررة، أبلغت المدير العام للمنظمة بأن الزيادة الكبيرة في حالات العدوى بجدري القردة “الإمبوكس” طارئة صحية عالمية، نظراً لإمكانية انتشارها بشكل أوسع بين بلدان أفريقيا وربما خارج القارة.
ويأتي إعلان حالة الطواريء في ظل ترجيح عدم توفر اللقاحات للمساعدة في كبح تفشي الجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول أفريقيا الوسطى عامة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبالرغم من حصول المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي على تمويل طارئ بقيمة 10.4 مليون دولار من الاتحاد الأفريقي للتصدي للوباء، إلا أن عوامل لوجستية وبيئية من شانها أن تعيق عملية الإمداد باللقاحات.
وجدري القردة، بحسب المنظمة العالمية للصحة، مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط افريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الممطرة ولايوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة. وقد استوطن هذا المرض في البداية منذ سبعينات القرن الماضي في افريقيا الوسطى والغربية وهو ينتقل من الحيوان الى الانسان ومن الانسان الى الانسان .
وتظهر على المصاب علامات دالة على أوجاع الرأس وارتفاع درجات الحرارة والالتهاب الجلدي، وتكون مدة احتضان الفيروس في الجسم من أسبوع إلى أسبوعين وعند ظهور الاعراض تكون العدوى شديدة ويتماثل المريض للشفاء بعد مضي 3 أو 4 أسابيع ولا يؤدي الى الوفاة.
و تسمية الفيروس بجدري القردة جاء نسبة الى اكتشافه أول مرة لدى قرد في سنة 1958 ويوجد لدى القوارض وينتقل منها الى الانسان وتكون العدوى من الانسان الى الانسان عبر التنفس والرذاذ والسوائل البيولوجية (اللعاب والمني وغيرها).