أطلقت المخرجة أمينة الدشراوي عملها الجديد « شَعلة » وهو من أداء هيفاء الكامل ومنير الخزري وسينوغرافيا علي اليحياوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين. وتمّ تقديم العرض الأول لهذا العمل، مساء السبت 20 ماي بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.
واستوحت المخرجة فكرة هذا العمل من مسرحية »الدّرس » لـ « يوجين يونسكو » الّتي عرضت لأوّل مرّة سنة 1951 والتي مازلت تعرض إلى اليوم بمسرح « لاهوشات » بباريس. وتدور أحداث المسرحية في إحدى المؤسّسات الجامعيّة التّونسيّة، حيث تواجه الطالبة « شَعلة » إشكال إخفاقها في مادّة علم الاجتماع مما يؤثّر على نتائجها ويؤدّي إلى رسوبها، فتتجه إلى مكتب الأستاذ في محاولة منها لفهم أسباب هذا الإخفاق فيقترح عليها أن يسند لها الدّرجة الأعلى في حالة موافقتها على العودة إليه بصفة سرية. تثور الفتاة كردّة فعل على هذا الاقتراح الذي يترجم غموض نوايا الأستاذ وخرقه لنظام المؤسسة، وترفع ضدّه شكوى بالتّحرش الجنسي ممّا يفقده منصبه ويؤدّي به إلى الانهيار.
وفي ما يتعلّق بالخصائص الفنية المميّزة لهذا العمل، ارتكزت « شَعلة » على جملة من الثنائيات تراوحت بين الانسجام تارة والمفارقات طورا. وانقسم العرض إلى قسميْن رئيسيْين: ففي الجزء الأوّل الذي جمع الأستاذ بالطالبة، بدا الأستاذ في موضع قوّة وهيمنة يُمارس سلطته بأسلوب « ديكتاتوري » فهو لا يقبل النقاش. وفي المقابل بدت الطالبة في موضع ضعف وانكسار، يسكنها التردّد والخوف من سلطة الأستاذ.