احتضنت قاعة الكوليزي بالعاصمة مساء يوم الأربعاء العرض ما قبل الأول للفيلم التونسي الموجه للأطفال “الفيرمة”، وهو من إخراج راوية مرموش وسيناريو طارق السايح وتوزيع مجمع القوبنطيني.



تدور أحداث هذا الفيلم في فضاء ريفي هادئ، داخل ضيعة فلاحية (الفيرمة)، حيث يقرر أربعة أطفال زيارة جدهم لقضاء بعض الأيام في أحضان الطبيعة. إلا أن الأحداث تأخذ منعطفا غير متوقع عندما يتركهم الجد مع حارس الضيعة، بسبب اضطراره لمساعدة أحد جيرانه الذي أصيب بحالة طارئة ويحمله إلى المستشفى. وبينما يكون الجد في طريقه إلى المستشفى مع الجار، يتصل بالحارس ليطلب منه العناية بالأطفال إلى حين عودته. ولكن لسوء حظ الجميع، فإن الطفلة التي سمعت المحادثة فهمت الأمر بشكل خاطئ، وأخبرت باقي الأطفال أن الحارس ينوي ذبحهم.

وتبدأ مغامرة الأطفال الذين يعتقدون أن الحارس شرير، فيبذلون جهدهم للهرب والاختباء منه. لكن مع مرور الوقت، تتكشف لهم مواقف طريفة وغير متوقعة بين الحارس والأطفال، مما يساعد في تغيير نظرتهم له. وبينما يظن الأطفال أن الحارس يمثل تهديدا لهم، يتضح لهم في النهاية أنه كان يريد فقط رعايتهم وحمايتهم طوال هذه الفترة.
ويبرز الفيلم العديد من القيم النبيلة مثل أهمية تقارب الأجيال خاصة بين الأحفاد والأجداد، فضلا عن تسليط الضوء على أهمية العودة إلى الجذور والتخلص من تأثيرات التكنولوجيا المفرطة. كما يعكس الفيلم قيمة الطبيعة والبيئة من خلال تسليط الضوء على أهمية الأغذية البيولوجية والصحية، ومصالحة الأطفال مع الريف والطبيعة.
وشارك في البطولة مجموعة من الممثلين من بينهم لطيفة الڨفصي وجمال مداني وإكرام عزوز وكوثر بالحاج ومحمد حسين قريع وسماح السنكري ووليد الزين وصالح السعيدي وأُنس بن عزوز. كما كان للأطفال دور مهم في الفيلم، حيث تألق كل من مريم بن رحماني سيرين عسكري وأحمد خميس وفرانشاسكو نور كلوتشي في الأدوار الرئيسية.
ودام عرض الفيلم هي 70 دقيقة، تابع خلالها الجمهور العديد من اللحظات والمواقف التي تجمع بين الضحك والفائدة، مما جعله من الأفلام الترفيهية والتعليمية التي تلامس القيم الإنسانية وتعيد التواصل مع الطبيعة بعيدا عن أساليب الحياة العصرية.