بالتنسيق بين كل من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر ومندوبية الشباب والرياضة توزر، تعيش دار الثقافة تمغزة بالتنسيق مع فوج الكشافة التونسية بتمغزة على وقع احتضان واحة تمغزة الغنّاء لدورة مميزة من مهرجان الفنون التشكيلية الذي يتٌكأ على مناخ زماني خلاب يراوح بين الجبال الشامخة وواحة النخيل الباسقة، وذلك أيام 4 ,5 و 6 فيفري 2025 هناك حيث يتربع الجمال الطبيعي على عرش الجريد. ومن هذه المشاعر تتصدر تمغزة أشبه بعروس لتكون قبلة ثُلّه من الفنانين التشكيليين على غرار لمياء بن الشيخ ابراهيم، نعيمة الهواري، ماجد عشاش، سنيا الفارسي، درصاف جماعة، حمادي الوحيشي، ربيع الفارسي، سنيا بن عمر وحسان الجريدي وغيرهم كثيرون قدموا من مختلف مدن الجمهورية التونسية، ليرسموا لوحاتهم…
انطباع أولي حول تمغزة ومهرجانها التشكيلي
وفي هذا الشأن أدلى إلينا الفنان والأستاذ عبد القادر إمامي بتصريح حين استدرجناه بالحديث قائلا: ” هل هنالك ما هو اروع من تمغرة لتكون محطة يستقر عندها الفنان !! مستلهما منها ما طاب له من مشاهد هي أقرب إلى الوحي متى تفرّس فيها الفنان أصبحت لوحاته ذات قيمة مضاعفة:أولا لأن المكان ملهم بإمتياز، وثانيا لأن الفنان يبدع كلما كان الفضاء المتواجد محفّزا له على الابداع… عندها فقط يصبح الفن عاكسا لـ«روح الشعوب» كما يذكرنا مبكرا هيقل Hegel حينها فقط يعانق الفنان الجمال الطبيعي لا على سبيل المحاكاة mimétique، حيث تغيب الاضافة، بل على سبيل الاستنباط déduction أين يعتمل في ثنايا الروح وطوايا النفس المتطلعة، خليط من المشاعر والانفعالات منها يولد الفن وينبثق ما ليس في مستطاع عامة الناس الوصول إليه او رؤيته للوهلة الأولى.
ومن غير الفن في مثل هكذا واقع بائس قادر على السّمو بنا إلى عوالم فريدة متى تفرّس فيها المشاهد استطاعت أن تخفف عنه حِمل ثِقل الحياة التي ينوء تحتها، كل ذلك بفضل الخيال. فالخيال الفني يمنح العقل متنفّسا حتى لا يختنق العقل في الواقع. الم يُقال «لولا الخيال لانهزم العقل» ولإصيب الانسان بالجنون؟!
برنامج ثري وفقرات تراوح بين الإمتاع والإفادة
تنطلق فعاليات المهرجان في فترتها الصباحية من يومها الأول بتحية العلم الوطني التونسي بمشاركة فرعي الكشافة التونسية المنجي بالي تمغزة وعين الكرمة ثم انتظام حلقة نقاش وتوزيع الأدوار بين المشاركين في المهرجان يليها إقامة معرض جماعي للفنون التشكيلية بفضاء شلال الواحة من تأثيث الرسامين ضيوف الدورة الحالية لتنطلق إثر ذلك أشغال ورشة الجداريات إشراف الفنان حسان الجريدي على الطريق الرئيسية المؤدية إلى شلال الواحة. هذا ويشهد النصف الثاني من 4 فيفري 2025 افتتاحه اعمال الورشات التطبيقية الموزعة على جملة من التقنيات : الخط العربي ( الفنان ماجد عشاش) وورشة الطين (الأستاذة سميرة القارص) إضافة إلى ورشة الرسم الحر (الدكتورة سنية الفارسي وأستاذة الفنون التشكيلية: لمياء بالشيخ إبراهيم)، ورشة رسم مفتوحة للأطفال يؤطرها كل من الأستاذتين عواطف دغسن وليلى المؤدب.
هذا ويشهد اليوم الثاني إلى جانب مواصلة عمل الورشات إقامة ندوة فكرية بعنوان ” الفن التشكيلي في رحاب الواحات ” من تقديم الأستاذة لمياء بالشيخ إبراهيم.
لتختتم فعاليات اليوم بزيارة المدينة العتيقة وجولة بواحات تمغزة الساحرة أما اليوم الثالث الموافق لـ6 فيفري 2025 فيحمل بين طياته إقامة وافتتاح معرض إنتاج الورشات يتخللها مائدة مستديرة يتناول محور أشغالها :” راهن المهرجان والبحث عن آفاق تطويره ” ثم يتم آخر ردهات الدورة في دار الثقافة تمغزة تكريم المشاركين والمساهمين في إنجاح المهرجان الذي بات وجهة إبداعية للفنانين التشكيليين ومحطة ثقافية تعزز موقعها في:المشهد الجهوي والوطني.