(وات) – توجت الباحثة ومهندسة الصوت التونسية الفرنسية هاجر بن بوبكر بجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة عشرة وذلك إلى جانب الممثل والمخرج اللبناني قاسم اسطنبولي.
وتم تسليم الجائزة، التي تبلغ قيمتها 60 ألف دولار أمريكي، للفائزين (يقتسمانها) خلال حفل أقيم يوم 26 جوان بمقر منظمة اليونسكو في باريس.
وبذلك أصبحت هاجر بن بوبكر ثالث تونسية تحرز هذه الجائزة بعد كل من الباحث والجامعي عبد الوهاب بوحديبة (الرئيس الأسبق لمجمع بيت الحكمة)، الذي توج بالجائزة سنة 2004 رفقة الباحث والمؤرخ الإسباني خوان فرنت غينيس، والخطاط التونسي الفرنسي آل سيد الذي توج بالجائزة سنة 2014 رفقة الفنانة المصممة المصرية المختصة في تاريخ الفن بهية شهاب .
وأفادت لجنة تحكيم الجائزة الدولية، أنها منحت قاسم اسطنبولي وهاجر بن بوبكر جائزة هذا العام « لمساهماتهما الاستثنائية في تعزيز الفنون والثقافة العربية ودعم مجتمعاتهما المحلية ».
وهاجر بن بوبكر هي باحثة مستقلة ومهندسة صوت فرنسية تونسية، تركز في بحوثها على التحليل الاجتماعي والتاريخي للموسيقى العربية والتاريخ الثقافي للجاليات المغاربية في فرنسا والعالم.
ووفق ما أوضحت منظمة اليونسكو في بلاغ على موقعها الرسمي على الانترنات، كانت بن بوبكر أطلقت سنة 2018 مدونة صوتية من إنتاجها بعنوان « Vintage Arab »، تستعرض فيها التراث العربي الموسيقي، ويتقاطع في هذه المدونة البحث والفن.
وتعمل هاجر بن بوبكر منتجة ومديرة للبرامج الوثائقية في الإذاعة الثقافية الفرنسية « France Culture »، حيث يستطلع عملها الذاكرة الصوتية والسياسية للهجرة. كما تشارك كباحثة في مجموعة الموسيقى العربية والشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية، ولا تزال تكتب مقالات في المجلات العلمية، كمقالة: باريس، عاصمة مغاربية: قصة شعبية « Paris, capitale maghrébine: une histoire Populaire » التي صدرت في أكتوبر 2023.
أما الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي فهو يتصدر، منذ عام 2014، جهود إعادة تأهيل دور السينما التاريخية في لبنان، ومن بينها سينما ستارز في النبطية، وسينما الحمرا وسينما ريفولي في صور، التي هُجِرت ودُمّرت خلال الحرب الأهليّة.
وهو أيضا مدير ومؤسس المسرح الوطني اللبناني في صور والمسرح الوطني اللبناني في طرابلس، ويعمل منذ عام 2014 مدير مشاريع في جمعية تيرو للفنون في لبنان.
وقد ساهم في العديد من المشاريع الدولية التي تركز على تعزيز المهارات وتمكين الشباب والشراكات التعاونية. وشارك في عام 2020 بتأسيس شبكة الثقافة والفنون العربية لتصميم وتنفيذ أنشطة ثقافية عبر الإنترنت في جميع أنحاء المنطقة العربية. وتضم الشبكة أكثر من 700 عضو من المنظمات والأفراد من جميع أنحاء العالم.
ويجدر التذكير بأن جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية تأسست سنة 1998 بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تكافئ سنوياً اثنين من الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات اعترافاً بإسهاماتهما في الفن والثقافة العربيين، أو بمشاركتهما في نشرهما خارج العالم العربي.
ووفق اليونسكو تسهم هذه المبادرة في تحقيق أهداف منظمة المنظمة المتمثلة في دعم قيام مجتمعات شاملة للجميع وقادرة على الصمود ومسالمة.
ووفق المصدر ذاته، فإن من شأن هذه الجائزة أن تساهم في نشر السلام والحوار لتعزيز التفاهم بين الثقافات والاحتفاء بالتنوع، نظراً إلى مكانتها المركزيّة في جدول أعمال اليونسكو فيما يخص مكافحة التمييز والعنصرية.