تناسلت أحداث العنف في مختلف ملاعبنا خاصة في الأقسام السفلى بشكل لم يعد السكوت عنها مقبولا حيث أصبحت هذه الآفة تهدّد فعلا السلم الاجتماعي، باعتبار ان العنف لا يولّد إلا عنفا في زمن طغى عليه حب تحقيق النتاىج عمّا سواه وبات شعار “الرياضة أخلاق أو لا تكون” من المنسيات وتم تجاوزه وصار العمل به أو الحديث عنه يجلب السخرية للأسف.
فكل أسبوع نقف على تجاوزات غريبة جدا واعتداءات عنيفة جدا أقرب الى السعي إلى التصفية الجسدية للاعبي الفريق الزائر منها إلى أي شيء آخر، وسط لامبالاة المسؤولين على الهياكل الرياضية الذين إما أنهم لا يعملون على تفعيل النصوص الترتيبية المنظمة للعبة وإنزال أقصى العقوبات على المذنبين أو أنهم ينخرطون في سياسة “بوس خوك” و”ما صار شيء” أو أنهم يتحجّجون بنقص التقارير وغيرها من الترهات التي لا تزيد الطين إلا بلّة.
إن ما يجري في ملاعبنا أمر أصبح يقتضي اتخاذ القرارات اللازمة والفورية وتحميل كل طرف مسؤوليته لأن السيل بلغ الزبى وكلّ تراخ من الهياكل ذات العلاقة بداءً بالرابطة المعنية ووصولا إلى المكتب الجامعة يُعتبر تشجيعا لاستمرار العنف وتكريسا لظاهرة تفشت وأصبحت تنذر بالخطر، وإنّ تنصّل أي طرف من مسؤوليته يجعله شريكا في “الجريمة” التي تدور رحاها في رابعة النهار بل وفي الشهر الفضيل.
فما جرى يوم أمس الأحد في ملعب الكريب مثلا في مباراة ترجي المكان والملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة يستوجب ليس فقط إجراءات تأديبية حاسمة ضد كل طرف يثبت تورطه في انطلاقة شرارة العنف وفي استمرارها بل وحتى عقد جلسة عامة استثنائية استعجالية للجامعة التونسية لكرة القدم للبحث في أقوم المسالك لإيقاف نزيف الاعتداءات التي صارت جماعية في مياديننا وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على السلامة الجسدية لكل أطراف اللعبة بمن فيهم الرسميين، بما جعل بعض الحكام وخشية على أرواحهم يرجحون كفة الفريق المحلي بكل الطرق للخروج سالمين من ملاعب أستبيحت حرمتها وصارت مسارح وغى وعنف وفوضى.
نعتقد جازمين أن الحل يسير للغاية وبسيط جدا وهو تطبيق القانون على كل مذنب دون الدخول في الحسابات الانتخابية الضيقة ومن معي ومن ضدّي، ودون اللجوء الى المسكّنات، فالسرطان يستوجب الاستئصال وليس مجرد المعالجة الدوائية البسيطة التي تشجعه على الاستفحال والانتشار بما يؤدي في النهاية إلى خراب البدن وخروج الروح، ورياضتنا اليوم في مفترق طرق وسرطان العنف بدأ ينتشر رويدا رويدا ولا خروج من هذه المتاهة إلا بالضرب بقوّة ودون هوادة ولا حسابات على أيدي صعاليك الملاعب وهمج الميادين ورعاع الساحات سواء كانوا لاعبين أو أشباه مسؤولين دفعت بهم الظروف إلى المكان الذي لا يستحقون، وإن إقتضى الأمر إيقاف أيّ بطولة فلتفعل الرابطة أو حتى الجامعة ذلك، فالسّلم الاجتماعي قبل أي شيء آخر….
وللحديث بقية..
الصورة: من لقاء ترجي الكريب والملعب الافريقي بمنزل بورقيبة وهجوم على المساعد لمجرد إعلانه عن تسلل