توفّي مساء اليوم الخميس 20 جويلية 2023 الوزير الأول الأسبق رشيد صفر على سنّ تناهز 89 سنة.
وسيتم دفن الفقيد غدا الجمعة 21 جويلية 2023 بالمهدية مسقط رأسه.
ويذكر أن رشيد صفر من مواليد 11 سبتمبر 1933 وهو سياسي ورجل اقتصاد تولّى الوزارة الأولى بين 8 جويلية 1986 إلى 2 أكتوبر 1987.
تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
لمحة عن حياته
من مواليد هذا اليوم 11 سبتمبر سنة : 1933 – رشيد صفر، سياسي ورجل اقتصاد تونسي تولى الوزارة الأولى من 8 جويلية 1986 إلى 2 أكتوبر 1987.
رشيد صفر (89 سنة)، من مواليد المهدية، هو ابن الزعيم السياسي المحامي الطاهر صفر المؤسس للحزب الحر الدستوري الجديد مع الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري…
تابع رشيد صفر تعليمه العالي في الآداب والحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس بمعهد الدراسات العليا من أكتوبر 1953 إلى جوان 1957 ثم بباريس بالمدرسة الوطنية للآداءات التابعة لوزارة المالية والاقتصاد بباريس وفي كلية “السربون” بباريس من أكتوبر 1958 إلى جوان 1959.
تحمل عديد المهام الإدارية السامية بالخصوص في وزارة المالية، وعينه الرئيس بورقيبة على التوالي وزيرا للصناعة (1977-1979) ثم للدفاع (1979-1980) ثم للصحة (1980-1983) ثم الاقتصاد (1986) قبل أن يكلفه بالوزارة الأولى من جويلية 1986 الى أكتوبر 1987 بعد أزمة مالية واقتصادية حادة وذلك لإصلاح الأوضاع حيث كانت مدخرات تونس من العملة الصعبة قد نزلت حتى الصفر يوم تسلمه المسؤولية في ظرف جدّ صعب. وقد تمكن في بضعة أشهر من ابرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي ومع البنك الدولي لتمكين تونس من حد أدنى من المدخرات المالية بالعملة الصعبة وقدم إلى مجلس النواب في شهر أوت 1986 قانون مالية تكميلي وبرنامج إصلاح اقتصادي هيكلي لإخراج البلاد من مأزقها المالي.
تولى بين 1987 و1988 رئاسة مجلس النواب خلفا لمحمود المسعدي.
مثل رشيد صفر تونس كسفير لدى المجموعة الأوروبية في مدينة بروكسل من 1988 إلى 1992 ثم عين رئيسا للهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية بتونس من 1993 إلى 1996.
من بين الأشغال التي ترأسها في السنوات الموالية يمكن الإشارة إلى: التقرير المتعلق بنتائج الاستشارة الوطنية حول تونس القرن 21 (في سنة 1995) والتقرير المتعلق بسيل تحفيز الاستثمار الخاص بتونس (سنة 2000).
من مؤلفات رشيد صفر كتاب أصدره سنة 1999 باللغة الفرنسية بعنوان “العولمة الضوابط والتضامن” دعا فيه المجموعة الدولية لأنسنة العولمة وجعلها في خدمة كافة الشعوب لتحقيق السلم الحقيقية والاستقرار للجميع وذلك بالاقدام على إصلاحات جريئة وجذرية في مختلف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي حتى تستنبط الضوابط الملائمة لتوسع العولمة الاقتصادية والمالية والقضاء على سياسة المكيالين وازدواجية المعايير، وجعل السياسة النقدية والمالية الدولية في خدمة تنمية حقيقية لمصلحة كافة الدول بصفة متكافئة وعادلة.
واقترح رشيد صفر أن يكون الإصلاح للمنتظم الدولي مستوحى من هيكلية الاتحاد الأوروبي التي تمثل انجع هيكلية مجربة لتسيير شؤون مجموعة كبيرة من الدول بطريقة عادلة، وهي تعد بالرغم من نقائصها أنجع بكثير من الهياكل الحالية لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الحالي العاجز عن تنفيذ القانون الدولي العادل بين الدول.
عن أسامة الراعي