تستعدٌ قريبا التشكيلية المتمرٌسة أستاذة الفنون سامية موسى لإقامة معرضها الشخصي بإحدى الفضاءات الجمعياتية والاروقة الفنية بمدينة المهدية ، فاردنا قبل فتح البوابة المؤدية إلى عالمها البلوري الشفاف ان أتسلٌل إلى زوايا المكان فانتابتني منذ الخطوة الأولى سيول ماء البلور الجامحة، تطال بياض التراب القاحل لتزرع الخصب بين جنباته، وتتوزٌع بإحساس مرهف على المساحة الهوائية.
لقد استنجدنا بقاموس سيرة الفنانة التشكيلية سامية موسى فأيقنا بأنها كانت تفقه جيدا خريطة طريق هذا الصهيل الساخن يتمرٌد على نواميس التجوال ويكوٌر بأنفاس الرسامة وأناملها ساقية ومجرى وبوصلة لهذا الماء والفقّعات حتى تستقرٌ كومة من عطور الربيع أو امرأة مدهشة تجيئنا من وراء العتمة لتقطن مملكتها المنسية وتنشر بين البنٌي المارد والأزرق المتحرٌك ما تيسٌر من عبق الابيض الشفاف بلسما للروح الجريحة والاخضر القاني لقاحا للارض العليلة.
أعمال التشكيلية
الإستثناء سامية موسى كانت على غاية من الخصوصية تؤسس بصمتها وجمهوريتها الفنية بتقنية عجائبية سامقة، صامدة لا تخشى الشمس، تاخذنا لوحاتها إلى حيث لا نهاية ..بل تزيد من عنادها لتضاعف الجهد وتدعونا إلى مزيد التطواف عبر مسالك نجهلها، وبثقة عالية تستقر بقلوبنا عند خاتمة الرحيل لأنها كانت تعي جيٌدا الالتحاق بتلال الأبدية، ديدنها التحدي والمجازفة لتبلغ الشكل والمضمون المنتظران اللذان يشدٌان القارئ والمتطلٌع إليهما حدٌ الإنبهار والانبساط.