من فضاء المسرح الاثري ببلاريجيا اختتمت أول أمس 3 أوت الجاري فعاليات الدورة 47 لمهرجان بلاريجبا الدولي حيث أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وبحضور والي جندوبة الاستاذ سمير كوكة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية الاستاذ فيصل العطافي ومدير الدورة شكري المديوني على حفل بعنوان “الحضرة العربي” من إنتاج واخراج لسعد الحداد وتأليف وتوزيع المهدي البحري وهو عرض امتزجت فيه الآلات الغربية بايقاعات الأناشيد الصوفية والأذكار الدينية وسط ديكور يحيل على أجواء المدينة العتيقة وزواياها المضيئة بالقناديل والشموع.
وقد استهل عرض الاختتام بتحية “ماركوس” الشخصية التاريخية الافتراضية المنجزة بتقنية الذكاء الاصطناعي حيث رحّبت هذه الشخصية بالجمهور الحاضر الذي غصّ به المسرح الأثري ببلاريجيا كما توجّهت هذه الشخصية الرومانية في كلمتها باسم ادارة المهرجان وهيئته وجمهوره برسالة شكر وثناء الى رئيس الجمهورية التونسية الاستاذ قيس سعيد على تدخّله الشخصي والسريع بدعم هذا المهرجان الذي قرّرت هيئته في فترة سابقة الغاء بقية السهرات الفنية إثر تخفيض منحة الدعم العمومي المخصصة له لتتفاعل في الحين وزيرة الشؤون الثقافية مع تدخل الرئيس وتقرر دعم هذا المهرجان الذي استأتف برنامجه بعد ان عاش جمهوره منذ 20 جويلية المنقضي على وقع سهرات فنية متنوعة أحيتها كل من الفنانة ألفة بن رمضان والفنانة لبنى نعمان والفنان محمد الجبالي ونوردو الى جانب عرض فيلم”بيك نعيش” وكانت العودة يوم 1 أوت الجاري مع عرض مسرحية “بين الحروف” من انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بجندوبة عن نص لنور الدين الورغي واخراج علي الخميري وتمثيل محمد الغزواني وبالنسبة الى الشخصية الافتراضية التي قام بتصميمها الشاب سامي بن يوسف ذياب فانها تندرج ضمن الذكاء الاصطناعي التونسي باستعمال تقنية الذكاء الاصطناعي 4d وعرضها بتقنية الهولوغرام واطلق عليها اسم “ماركوس ” وقد تحدثت إلى الجمهور ورحبت بالحضور باسطة لمحة عن تاريخ الجهة ومخزونها الثقافي بما يتناغم مع شعار الدورة 47 للمهرجان “فسيفساء وفنون “حيث تشتغل هيئته على إحياء التراث والمحافظة عليه إضافة إلى تشجيع الطاقات الشبابية والابداعية ودعم أي إنتاج ثقافي يرتقي إلى مستوى تطلعات الهيئة ومتابعي المهرجان.
وما لفت الانتباه خلال توظيف هذه الشخصية الافتراضية هو انتهاج مهرجان بلاريجيا طريقة تكسّر نمطية تنشيط وتقديم المهرجانات والتظاهرات الثقافية ولأول مرة في تونس وببادرة شبابية وبهذا المنتوج التكنولوجي المتطور جدّا يعتبر مهرجان بلاريجيا الدولي أول مهرجان يستعمل هذه التقنية ويكسر نمطية الافتتاح التي دأبت عليها مختلف المهرجانات التونسية عبر التنشيط الكلاسيكي.
يذكر ان صوت شخصية “ماركوس”خلال عرضها في افتتاح المهرجان كان بامضاء المسرحي الفنان محمد بن موسى وان منتجها الشاب سامي بن يوسف ذياب يبلغ من العمر 35 سنة وهو موسيقي محترف ومتحصل على شهادة اعلامية في التصرف ومصور محترف و مخرج وسبق له ان انتج 2 أفلام طويلة وفيلم قصير وهو مخرج لأكثر من 14 كليب ومعد لبعض البرامج الثقافية ومتعاون ضمن فريق العمل بمصلحة الاتصال والاستقبال بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة في توثيق عدد هام من الانشطة والتظاهرات والمميز في انتاجه المذكور قدرته على خلق تناغم بن صوت الشخصية الافتراضية المبتكرة وحركاتها وخاصة على مستوى نطق الكلمات ومن المنتظر وبعد اعجاب وزرة الشؤون الثقافية بهذه البادرة وبطلب منها وتشجيعا لهذا المنتوج الابداعي في اختتام الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي يوم 19 أوت الجاري ولكن بشكل مختلف وأكثر حرفية.
منصف كريمي